في 47 ثانية فقط، شاهد أكثر من 2.3 مليون شخص فيديو كاد أن يدمر سمعة شركة طيران بريئة! مقطع قصير، لكن تأثيره كان هائلاً لدرجة أنه أثار الذعر بين آلاف المسافرين اليمنيين، وأطلق عاصفة من التساؤلات عن "كارثة طائرة يمنية" لم تحدث أصلاً.
وراء ما سُمّي بـ حادث الطائرة اليمنية، كانت هناك خدعة رقمية محكمة. الفيديو الذي أظهر اهتزاز براغي جناح طائرة وانتشر كالنار في الهشيم على أنه لطائرة تابعة لـ"طيران اليمن"، لم يكن يمنياً على الإطلاق.
التحقيقات الرسمية كشفت لاحقاً أن المشهد يعود إلى طائرة تايلاندية من طراز بوينج 737-800 أقلعت في 21 أكتوبر 2025 من بانكوك إلى شيانغ ماي، حيث التقطت إحدى الراكبات الفيديو أثناء لحظات قلق عاشها الركاب.
شركة "تاي ليون إير" أوضحت أن الخلل كان سطحياً ولم يشكّل أي خطر على سلامة الرحلة، لكن الضرر الأكبر لم يكن تقنياً... بل رقمياً. في عصر تنتقل فيه المعلومات بسرعة الضوء، كانت 30 ثانية فقط كافية لتحويل إشاعة إلى كارثة اقتصادية تهز الثقة بقطاع الطيران اليمني.
تضاعفت الأزمة مع تصاعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ألغى المسافرون حجوزاتهم، وعمّ القلق بين العائلات، فيما راحت صفحات مجهولة تروّج روايات مثيرة تزيد من الغموض.
يرى محللون أن ما حدث يشبه حملات التضليل التي طالت شركات طيران عالمية، مما يؤكد الحاجة إلى آليات تحقق صارمة وثقافة وعي رقمي أكثر مسؤولية.
اليوم، وبعد انكشاف الحقيقة، تتجه هيئات الطيران المدني إلى تشديد الرقابة على المحتوى المنشور، وإطلاق حملات توعية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول سلامة الطيران.
لكن الخطر الحقيقي الذي كشفته هذه الحادثة لم يكن اهتزاز براغي طائرة… بل اهتزاز ثقة الناس في المعلومة.