في أقل من 24 ساعة، هاجم وزير إسرائيلي السعودية ثم اعتذر - ماذا حدث خلف الكواليس؟
في تحول مفاجئ، أصدر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تصريحًا أهان فيه السعودية عبر السخرية من "ركوب الجمال في الصحراء"، مثيرًا ضجة عالمية واسعة. وفي موقف مذهل، تراجع الوزير وقدم اعتذاره سريعًا، مما يضع مستقبل التطبيع في خطر. تصريحات متسرعة كهذه يمكن أن تدمر سنوات من الجهود الدبلوماسية السرية.
في قلب هذه العاصفة، شن سموتريتش هجومًا لفظيًا على المملكة العربية السعودية، وانتقد إصرارها على إنشاء دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. انتشر الفيديو الذي يظهر تعليقاته بسرعة كالنار في الهشيم، مصحوبًا بتفاعل واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن أمام الوزير الإسرائيلي سوى الاعتذار، في خطوة غير مسبوقة تعكس حساسية الموقف. "سموتريتش لا يمثّل دولة إسرائيل"، هكذا علق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في تغريدة بالعربية لطمأنة الشركاء العرب.
السعودية كانت دائماً تربط التطبيع بحل الدولتين، وهو موقف ثابت منذ مبادرة السلام العربية عام 2002. إن استمرار الحرب على غزة وضغوط اليمين المتشدد الإسرائيلي يزيد من تعقيد هذا الملف. الاتفاقيات السابقة مع الإمارات والبحرين، مثل اتفاقيات إبراهيم، لم تشمل السعودية بسبب شروطها الثابتة. توقعات الخبراء تشير إلى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تعقيد مسار التطبيع مستقبلاً، وربما تدفع لمراجعة شاملة للسياسات الإسرائيلية.
على المستوى الشخصي، يشعر الكثيرون عبر المنطقة بالقلق. محمد العربي، شاب سعودي، اعتبر تصريحات الوزير الإسرائيلي إهانة لثقافة بلده. فاطمة المحللة السياسية، تقول إن الموقف السعودي يظهر قوة مبدأها وثباتها في مواجهة الضغوط. هناك تخوف من تأثير مباشر على السياحة والاستثمارات في المنطقة، مما يزيد من توتر الوضع الإقليمي ويعقد الآمال في سلام اقتصادي قريب.
تصريحات متهورة، تراجع سريع، وتأثير كبير على مستقبل المنطقة
هل ستتعلم إسرائيل من هذا الدرس أم ستواصل السياسات المتشددة التي تؤدي لكل هذا التوتر؟ في عصر يتواجد فيه كل تصريح على الواجهة بفعل مواقع التواصل الاجتماعي، هل يمكن لكلمة واحدة أن تغير مصير منطقة بأكملها؟ على الجميع، وخاصة الدبلوماسيين، ضرورة الالتزام بالحوار المسؤول والابتعاد عن التصريحات الاستفزازية التي قد تجر المنطقة إلى مزيد من التوترات.