في تطور مفاجئ يحدث لأول مرة منذ 3 سنوات، يقف المنتخب السعودي على أعتاب مواجهة تاريخية أمام جزر القمر بدون قائده الفرنسي هيرفي رينارد، حيث تفصل 9000 كيلومتر بين المدرب في واشنطن ولاعبيه في قطر - أبعد مسافة في تاريخ التدريب الحديث. 90 دقيقة فقط ستحدد ما إذا كان قرار السفر لحضور قرعة المونديال عبقرياً أم خطأً تاريخياً قد يكلف الأخضر نقاطاً ثمينة في طريقه نحو ربع النهائي.
يدخل الأخضر المباراة وهو يحمل رقماً استثنائياً - المنتخب رقم 125 في تاريخه الحافل، وبرصيد 3 نقاط ثمينة من فوزه على عمان 2-1. فرانسوا رودريجيز، المدرب المساعد البالغ من العمر 45 عاماً، يقف وحيداً أمام التحدي الأكبر في مسيرته: "نركز على الأداء الجماعي والضغط على منافسينا لتحقيق الانتصار"، قال رودريجيز وهو يحاول إخفاء التوتر في صوته. أحمد المشجع من الرياض، 28 عاماً، يعبر عن قلق الآلاف: "كنت أتطلع لرؤية رينارد على الخط الجانبي، غيابه في هذا التوقيت الحرج يقلقني حقاً".
القرار جاء كالبرق سريعاً لكن تأثيره بطيء كالسم، حيث فضّل رينارد حضور قرعة كأس العالم 2026 وورشة عمل المدربين في واشنطن على قيادة فريقه في مباراة قد تحسم التأهل المبكر. د. سعد الراشد، المحلل الرياضي المخضرم، يرى أن "غياب رينارد قرار محفوف بالمخاطر لكنه مبرر - الإعداد للمونديال أولوية قصوى". هذا الغياب يشبه قيادة أوركسترا بدون قائدها في حفل مهم - الموسيقى موجودة لكن الروح مختلفة، والخوف يتسلل إلى قلوب 30 مليون مشجع سعودي.
على ملعب البيت في الخور، تحت أضواء ليل قطر البارد، سيشعر كل مشجع بخفقان إضافي في قلبه وتوتر في معدته. النتيجة ستؤثر على أحاديث المقاهي الرياضية لأسابيع قادمة، وقد تغير مجرى تاريخ المنتخب في هذه البطولة. المواجهة الأولى تاريخياً مع جزر القمر تحمل رمزية خاصة - فرصة ذهبية لإثبات أن القوة في المنظومة وليس في شخص واحد، أم أنها ستكون الاختبار الأصعب لفريق اعتاد على حضور قائده الكاريزمي. خالد المتابع، المراسل الرياضي، شهد اللحظات الأخيرة: "رأيت رينارد يودع اللاعبين بحماس قبل السفر، لكن نظراتهم كانت مليئة بالقلق".
بينما تدق الساعة 9:30 مساءً بتوقيت السعودية، سيقف رودريجيز وحيداً حيث اعتاد رينارد أن يصرخ ويوجه، وستتجه أنظار الملايين إلى مقعد المدرب الفارغ. هل سيثبت الأخضر أن عمق طاقمه التدريبي كافٍ لحسم مصيره، أم أن هذا القرار سيُذكر كاللحظة التي كلفت المنتخب حلم التأهل المبكر؟ الإجابة تنتظرنا خلال 90 دقيقة قد تعيد كتابة تاريخ الكرة السعودية.