في قرعة صاعقة هزت أركان الكرة السعودية، وقع الأخضر في مواجهة مصيرية مع إسبانيا للمرة الرابعة تاريخياً بعد ثلاث هزائم مؤلمة امتدت عبر 20 عاماً من المحاولات الفاشلة. رقم صادم يحبس الأنفاس: صفر انتصارات سعودية مقابل 9 أهداف إسبانية في المرمى السعودي، وبقي 18 شهراً فقط لكتابة التاريخ أو دفن الأحلام إلى الأبد!
قرعة كأس العالم 2026 التي سُحبت مساء الجمعة وضعت السعودية في المجموعة الثامنة الناريّة إلى جانب عمالقة إسبانيا وأوروجواي، بالإضافة إلى الرأس الأخضر في مواجهة تاريخية أولى. أحمد المشجع السعودي، الذي شهد خماسية إسبانيا المدمرة عام 2012، يروي بحسرة: "شاهدت أحلامنا تتحطم بخمسة أهداف نظيفة، والآن نعود لنفس الكابوس." الأرقام تتحدث بوضوح مؤلم: 3 مواجهات، 3 هزائم، وفارق أهداف يصرخ بحجم المأساة.
التاريخ يحمل ذكريات مُرّة تبدأ من مونديال ألمانيا 2006 حيث سقط الأخضر بهدف نظيف، مروراً بالثنائية المؤلمة في النمسا 2010، وصولاً إلى الكارثة الكبرى في بونتيفيدرا 2012 حين ابتلعت إسبانيا السعودية بخماسية مدوية. سالم المحلل الرياضي يؤكد: "هذه المرة مختلفة تماماً، السعودية التي أسقطت الأرجنتين في قطر ليست نفسها التي انهارت أمام إسبانيا قديماً." لكن مع أوروجواي التي تحمل سجلاً متوازناً ضد الأخضر، تصبح المهمة أكثر تعقيداً.
في المقاهي الشعبية ومجالس الحي، تدور نقاشات محتدمة بين متفائل يحلم بالانتقام ومتشائم يخشى تكرار كوابيس الماضي. التأثير يمتد إلى الحياة اليومية حيث يستعد عشاق الكرة لشهور من التحليل والترقب. فيصل الجماهيري، الذي عاش نشوة فوز الأرجنتين، يقول بحماس: "إذا كنا قادرين على إسقاط ميسي، فإسبانيا ليست مستحيلة." الفرص متاحة لاستغلال ضغط التوقعات على الخصوم، لكن التحدي يكمن في كسر العقد النفسية المتراكمة عبر عقدين.
مواجهة مصيرية تحمل على كتفيها تاريخاً مؤلماً وأملاً واعداً في آن واحد. ثمانية عشر شهراً تفصلنا عن معرفة ما إذا كان الأخضر سيكسر عقدة إسبانيا التاريخية ويصنع مفاجأة تُضاف إلى ملحمة قطر، أم سيبقى "الشبح الإسباني" يطارد أحلام الجماهير السعودية للأبد. الوقت حان لتوحيد الصفوف والتحضير للمعركة الأهم: هل ستنتقم السعودية أخيراً، أم ستعيش كابوساً رابعاً؟