في سابقة تاريخية تهز عالم كرة القدم، يطلب رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو شخصياً وباسمه حضور المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لقرعة كأس العالم 2026 - وهي المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا مع مدرب للمنتخب السعودي. الرجل الذي حقق المعجزة وهزم الأرجنتين بطلة العالم أصبح مطلوباً عالمياً، بينما يستعد المنتخب الأخضر لمواجهة جزر القمر في غياب قائده التكتيكي. هل تخفي هذه الدعوة الاستثنائية أسراراً أكبر مما نتخيل؟
كشف ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، التفاصيل المثيرة وراء هذا القرار الصادم في تصريحات حصرية، مؤكداً أن الطلب جاء مباشرة من إنفانتينو خلال لقائهما في افتتاحيات كأس العرب 2025. "طلب شخصي وباسمه" - هكذا وصف المسحل الدعوة التي تُعتبر اعترافاً دولياً بعبقرية المدرب الفرنسي. أحمد العتيبي، مشجع سعودي من الرياض، يعبر عن مشاعر متضاربة: "أشعر بالفخر أن العالم يطلب خبرة مدربنا، لكن القلق يساورني من غيابه في مباراة مهمة." الأرقام تتحدث بوضوح: 66 مباراة خبرة، 30 انتصاراً من أصل 66 لقاءً، ونسبة نجاح تبلغ 45.5% مع المنتخب السعودي.
خلف هذه الدعوة الاستثنائية قصة أعمق تبدأ من أقراص الثلج في استاد لوسيل، حين اهتزت أركان عالم كرة القدم بفوز تاريخي على الأرجنتين 2-1. ذلك الإنجاز الذي حوّل رينارد من مدرب عادي إلى أسطورة، ووضع الكرة السعودية على الخريطة العالمية بطريقة لم تحدث من قبل. الفيفا تدرك قيمة هذه التجربة الفريدة، ولهذا تسعى لجعل رينارد يشارك خبراته مع نخبة المدربين العالميين في ورش عمل متخصصة. د. سامي الجابر، المحلل الرياضي، يؤكد: "هذا دليل قاطع على وصول الكرة السعودية لمستوى عالمي جديد، حين يطلب كبار المسؤولين الدوليين خبراتنا."
لكن ماذا يعني هذا للمشجع السعودي العادي؟ الإجابة تكمن في التحول الجذري الذي تشهده مكانة المملكة رياضياً على المستوى العالمي. محمد العنزي، صحفي رياضي، شهد تغيراً ملحوظاً: "رأيت كيف تغيّر احترام العالم للمنتخب السعودي بعد فوز الأرجنتين، الآن يطلبون خبراتنا بدلاً من تقديم النصائح لنا." غياب رينارد مباراة واحدة فقط من أصل البطولة الكاملة قد يكون استثماراً ذكياً في مستقبل المنتخب، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026 الذي تستضيفه أمريكا وكندا والمكسيك. الطاقم الفني المساعد، الذي عمل تحت قيادة رينارد لسنوات، سيدير المباراة أمام جزر القمر، بينما يحصل المدرب الفرنسي على فرصة ذهبية لتبادل الأفكار مع أفضل المدربين في العالم.
هذه اللحظة التاريخية تطرح سؤالاً محورياً: هل سيعود رينارد من واشنطن محملاً بأسرار تكتيكية جديدة تقود المنتخب السعودي لإنجازات أكبر في كأس العالم 2026؟ الفرصة سانحة أمام الكرة السعودية لتحويل هذا الاعتراف الدولي إلى نقلة نوعية حقيقية. الدعم مطلوب من الجماهير، والثقة في قرارات الإدارة ضرورية، والصبر لرؤية ثمار هذه الخبرة الدولية الاستثنائية مطلوب. في النهاية، هل سيصبح غياب رينارد يوماً واحداً استثماراً في مجد المنتخب السعودي لسنوات قادمة؟
