في مشهد هزّ اليمن وأثار صدمة واسعة في الشارع العربي، استيقظت محافظة تعز صباح اليوم على حادثة مأساوية جديدة تعكس تصاعد العنف المسلح بين فئة الشباب، وسط غياب الرقابة وانتشار السلاح بشكل مقلق.
ففي منطقة جبل حبشي، تحوّل صباح هادئ إلى كابوس مرعب بعدما أقدم شابان في الثامنة عشرة من عمرهما على إطلاق النار من سلاح آلي تجاه مجموعة من الشباب، ما أسفر عن إصابة هارون عبد الملك (16 عامًا) بطلقة في البطن، وبشار عبدالله غالب (23 عامًا) برصاصة في الرجل اليسرى.
وأكدت شرطة جبل حبشي أن “المتهمين استخدما سلاحًا آليًا بدمٍ بارد”، مشيرة إلى أن الحادثة تُعد الثانية من نوعها خلال شهر واحد فقط في المحافظة.
وأثار المشهد موجة من الذهول والخوف بين الأهالي الذين يعيشون حالة قلق دائم على أطفالهم، بعد أن باتت الأسلحة في متناول القُصّر بسهولة غير مسبوقة. ويرى خبراء أن هذه الظاهرة تنذر بـ"كارثة اجتماعية" إن لم يتم التحرك العاجل للحد من انتشار السلاح وضبط حيازته.
ويحذر مختصون من أن استمرار التراخي في تطبيق القوانين قد يجعل العنف بين الشباب يتضاعف، مشيرين إلى أن “ما حدث اليوم لم يكن سوى جرس إنذار مدوٍّ يهدد جيلًا كاملًا”.
في المقابل، دعا ناشطون ومنظمات محلية إلى تشديد الرقابة الأمنية وإطلاق حملات توعية ومصادرة الأسلحة غير المرخصة، مؤكدين أن “ما يجري ليس مجرد جريمة، بل مؤشر خطير على واقعٍ يتجه نحو الانفجار”.
الحادثة التي شهدتها تعز صباح اليوم لم تكن مجرد اشتباك عابر، بل صدمة مزلزلة تعكس حجم الانفلات الأمني والخطر الداهم الذي يهدد مستقبل اليمنيين، في وقتٍ يبدو فيه أن علامات الساعة والأنهيار الاجتماعي بدأت تلوح بوضوح على الأرض.
