الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: 17 ألف مهاجر أفريقي يدخلون اليمن خلال شهر واحد... تقرير أممي يكشف مسارات الرحلة الخطيرة!
عاجل: 17 ألف مهاجر أفريقي يدخلون اليمن خلال شهر واحد... تقرير أممي يكشف مسارات الرحلة الخطيرة!

عاجل: 17 ألف مهاجر أفريقي يدخلون اليمن خلال شهر واحد... تقرير أممي يكشف مسارات الرحلة الخطيرة!

نشر: verified icon رغد النجمي 10 ديسمبر 2025 الساعة 05:40 صباحاً

في كل دقيقتين ونصف، يطأ مهاجر أفريقي جديد الأراضي اليمنية، ليسجل شهر نوفمبر رقماً صادماً: 17,659 مهاجراً في 30 يوماً فقط - عدد يفوق سكان مدن يمنية بأكملها. بينما يغرق العالم في مناقشات الهجرة النظرية، ينجو مئات الأفارقة يومياً من الموت غرقاً في رحلة يائسة نحو المجهول، حاملين أحلامهم على ظهر قوارب متهالكة عبر مياه البحر الأحمر الخطيرة.

الأرقام التي كشفتها منظمة الهجرة الدولية تحكي قصة مأساة إنسانية مستمرة، حيث تشكل جيبوتي نقطة المغادرة الرئيسية بنسبة 67% من إجمالي التدفق، تليها الصومال بـ31%. أحمد محمود، شاب إثيوبي عمره 23 عاماً، يروي لحظات الرعب: "استغرقت رحلتي 12 ساعة في قارب صغير يحمل 40 شخصاً، كان يجب أن يحمل 15 فقط. سمعت البحر يصرخ تحتنا، وشاهدت الخوف في عيون الجميع." الصورة تكتمل بوصول 84% رجال مقابل 11% نساء فقط، مما يكشف الطبيعة الخطيرة للرحلة حيث يغامر الرجال وحدهم أولاً.

هذه الموجة البشرية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها عبر التاريخ حيث كان اليمن ممراً تقليدياً للهجرة الأفريقية نحو الخليج. لكن ما يجعل الوضع الحالي استثنائياً هو استمرار التدفق رغم الحرب المدمرة التي تعصف باليمن منذ عقد. "الأوضاع في القرن الأفريقي وصلت لدرجة أن المخاطرة بالموت في البحر أصبحت أفضل من البقاء"، يقول د. محمد الشامي، خبير شؤون الهجرة. الجفاف والصراعات والفقر المدقع في إثيوبيا والصومال دفعت بشباب كامل للمغامرة، محولين شواطئ اليمن إلى نقاط عبور إجبارية نحو دول أخرى.

التأثير على الأرض يكشف حجم التحدي الحقيقي: مديرية ذوباب في تعز تستقبل 42% من القادمين، بينما فاطمة الحاج، ناشطة يمنية تعمل في مساعدة المهاجرين، تصف المشهد: "نراهم يصلون يومياً بوجوه منهكة، ملابسهم مبللة بالماء والملح، أقدامهم حافية على الرمال الساخنة. الأطفال يبكون من الجوع والخوف." التحدي أكبر من مجرد أرقام، فاليمن الذي يصارع لإطعام 21 مليون من شعبه يواجه الآن ضغطاً إضافياً من آلاف جديدة تصل يومياً. سالم العامري، صياد من ذوباب، يضيف: "قواربنا الصغيرة لا تكفي لإنقاذهم جميعاً، وأحياناً نسمع صراخهم في البحر دون أن نتمكن من الوصول إليهم."

بينما سجلت المنظمة مغادرة 1,580 مهاجر اليمن خلال نفس الشهر، تبقى المعادلة واضحة: مقابل كل مهاجر يغادر، هناك أحد عشر يصل. هذا الواقع يطرح أسئلة حرجة حول مستقبل المنطقة وقدرة اليمن على التعامل مع هذا التدفق المستمر. الحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتدخل إقليمي ودولي عاجل، لتنظيم هذه الهجرة وضمان حقوق الإنسان للجميع. السؤال المصيري يبقى: هل ستصبح اليمن المنهك مقبرة للأحلام الأفريقية، أم جسراً آمناً للأمل نحو حياة أفضل؟

شارك الخبر