في تطور مفاجئ وصادم هز مجتمع المسافرين اليمنيين، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية صباح الجمعة إلغاء شرط حجز تذاكر الذهاب والعودة معاً للسفر إلى السعودية - قرار يوفر على كل مسافر راتب شهر كامل ويضع نهاية لمعاناة استمرت سنوات طويلة. الآلاف من المسافرين المنتظرين يمكنهم الآن الحجز فوراً والاستفادة من توفير يصل إلى 50% من تكلفة السفر!
أحمد الحدادي، عامل بناء من تعز، لم يصدق الخبر عندما سمعه: "كنت أدفع 3000 ريال إضافية لتذكرة عودة لم أستخدمها قط"، قال وهو يمسح دموع الفرح من عينيه. الناطق الرسمي للخطوط اليمنية حاتم الشعبي أكد أن القرار ساري المفعول فوراً، مضيفاً أن التنسيق مع السلطات السعودية نجح في حل مشكلة إعادة الركاب التي عذبت المسافرين لسنوات. مكاتب الحجز شهدت ازدحاماً منقطع النظير خلال ساعات من الإعلان، وأصوات الفرح تملأ الأرجاء.
هذا القرار يأتي بعد عقد كامل من المعاناة مع نظام أجبر العمال البسطاء على دفع مبالغ طائلة لتذاكر عودة لم يحتاجوها. كانت المشكلة تكمن في إعادة بعض المسافرين من مطارات جدة والرياض بسبب بصمات عين سابقة، ما دفع الشركة لفرض شراء تذاكر ذهاب وعودة كضمان. الآن، وبعد مفاوضات مكثفة مع الجهات السعودية المختصة, تم إيجاد آلية جديدة للتعامل مع هذه الحالات دون تحميل المسافرين تكاليف إضافية باهظة.
سارة المقطري، موظفة وكالة سفر في صنعاء، تتوقع زيادة هائلة في الحجوزات: "هذا تحرير حقيقي للمسافرين، العائلات التي لم تر أبناءها لسنوات بسبب التكاليف ستجتمع أخيراً". فاطمة السنانية، أم لثلاثة عمال في جدة، بكت فرحاً عند سماع الخبر: "أخيراً سأزور أبنائي دون أن أفلس!" الخبراء يتوقعون زيادة 40% في حركة السفر بين البلدين، وهو رقم يعني آلاف الأسر المجتمعة من جديد. التوفير المتحقق يساوي تكلفة شراء دراجة نارية جديدة أو جهاز كمبيوتر كامل للعامل البسيط.
هذا التطور ليس مجرد قرار إداري، بل ثورة حقيقية في عالم الطيران المدني اليمني. القرار يشمل جميع أنواع التأشيرات ويطبق على خطي جدة والرياض، مع توقعات بتوسيع الخدمة قريباً. كما أعلنت الشركة عن إضافة رحلة أسبوعية ثالثة على خط عدن-الرياض ابتداءً من نوفمبر الحالي. السؤال الآن: هل ستغتنم هذه الفرصة الذهبية للسفر بنصف التكلفة والانتهاء من معاناة السنوات الطويلة؟