الرئيسية / مال وأعمال / صادم: أسعار الذهب في اليمن تكشف فارقاً جنونياً 200% بين المحافظات اليوم!
صادم: أسعار الذهب في اليمن تكشف فارقاً جنونياً 200% بين المحافظات اليوم!

صادم: أسعار الذهب في اليمن تكشف فارقاً جنونياً 200% بين المحافظات اليوم!

نشر: verified icon مروان الظفاري 22 أكتوبر 2025 الساعة 05:20 مساءاً

في تطور اقتصادي مرعب هز اليمن من أقصاه إلى أقصاه، كشفت أسعار الذهب اليوم عن فجوة جنونية تصل إلى 300% بين مدينتين في نفس البلد - حقيقة صادمة تعني أن اليمنيين في عدن يدفعون أربعة أضعاف ما يدفعه نظراؤهم في صنعاء لشراء نفس جرام الذهب. كل دقيقة تأخير في فهم هذه الكارثة قد تعني فقدان آلاف الريالات من قيمة مدخراتك، في مشهد يذكرنا بأحلك فترات انهيار العملات في التاريخ.

صباح الأربعاء المشؤوم، فتح اليمنيون أعينهم على كابوس اقتصادي جديد حين اكتشفوا أن جرام الذهب عيار 21 يُباع بـ200 ألف ريال في عدن بينما نفس الجرام متاح بـ51,500 ريال فقط في صنعاء. أحمد الحديدي، موظف حكومي من عدن، يحكي مأساته: "كنت أحلم بشراء سوار ذهب لزوجتي في ذكرى زواجنا، لكن اكتشفت أن راتبي لستة أشهر كاملة لا يكفي لشراء جرام واحد." رقم 148,500 ريال - هذا المبلغ الفاصل بين الأمل واليأس، بين الثراء والفقر، داخل حدود وطن واحد ممزق.

منذ انقسام البنك المركزي اليمني قبل سنوات، تحولت البلاد إلى سوقين منفصلين تماماً، كل منهما يعيش في واقع اقتصادي مختلف كما لو كانا في كوكبين منفصلين. الحرب الدامية، الحصار المدمر، وانقطاع خطوط التجارة خلقت هذه الكارثة الاقتصادية التي تذكرنا بأزمة فايمار في ألمانيا عام 1923 عندما انهارت العملة تماماً. د. محمد العامري، الخبير الاقتصادي اليمني، يحذر بنبرة قلقة: "إذا لم يتم توحيد العملة خلال الأشهر القادمة، فإن اليمن متجه نحو انهيار اقتصادي شامل قد يدفع البلاد للعودة إلى نظام المقايضة البدائي."

التأثير المدمر لهذه الفجوة السعرية يخترق صميم الحياة اليومية للمواطنين: بينما يحتاج أحمد من عدن لراتب 6 أشهر كاملة لشراء جرام ذهب واحد، فإن نظيره في صنعاء يحتاج فقط لشهر ونصف. فاطمة السالمي، ربة منزل من عدن، اضطرت لبيع سوارها الذهبي الوحيد بنصف قيمته الحقيقية لشراء دواء طفلها المريض، بينما عبدالله المقطري، تاجر ذهب من صنعاء، يحقق أرباحاً خيالية من نقل الذهب بين المدينتين رغم المخاطر الهائلة. الخبراء يتوقعون موجة هجرة داخلية جديدة وتهريباً متزايداً للذهب، بينما يحذرون من انهيار أكبر قادم في قيمة الريال.

فجوة سعرية تصل إلى 300%، انهيار اقتصادي متسارع، ومستقبل مجهول للريال اليمني - هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه اليمن اليوم. السؤال المصيري الآن: هل ستتمكن اليمن من منع الانهيار الكامل لعملتها أم أننا أمام نهاية فعلية للريال اليمني؟ إذا كان هذا حال الذهب اليوم، فماذا عن أسعار الغذاء والدواء غداً؟ اليمن يقف على حافة الهاوية الاقتصادية، والوقت ينفد بسرعة مرعبة.

شارك الخبر