أعلنت هيئة النقل العام السعودية عن قرار عاجل بإيقاف تنقل المسافرين عبر منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، وذلك لمدة 30 يوماً اعتباراً من يوم غد الأربعاء، بسبب أعمال الصيانة والتطوير الشاملة التي ستشمل المرافق الحدودية والطرق المؤدية إلى المنفذ.

وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أن هذا القرار جاء ضمن خطة تطويرية شاملة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين وتعزيز معايير السلامة والأمان في المنفذ. وأضافت أن أعمال الصيانة ستشمل تحديث أنظمة الفحص الأمني والجمركي، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمنفذ.

يُعتبر منفذ الوديعة أحد أهم المعابر الحدودية بين المملكة العربية السعودية واليمن، حيث يشهد حركة تنقل كثيفة للمسافرين والبضائع. وقد أثار القرار المفاجئ قلق المسافرين المنتظمين عبر هذا المنفذ، خاصة أولئك الذين لديهم ارتباطات عائلية أو تجارية بين البلدين.

وبخصوص البدائل المتاحة للمسافرين خلال فترة الإغلاق، أعلنت هيئة النقل عن تفعيل خدمات النقل الجوي المباشر بين الرياض وصنعاء، مع زيادة عدد الرحلات اليومية من رحلتين إلى أربع رحلات. كما ستتاح خدمات النقل البحري عبر ميناء جيزان للمسافرين الراغبين في الوصول إلى الموانئ اليمنية.

وفي سياق متصل، أكدت الهيئة أن شركات النقل البري المتضررة من هذا القرار ستحصل على تعويضات مالية تقدر بنحو 15 مليون ريال، موزعة على 120 شركة نقل تعمل في خط الوديعة-صنعاء. وستشمل هذه التعويضات تكاليف إعادة توجيه الحافلات إلى خطوط أخرى والخسائر المتوقعة خلال فترة الإغلاق.

من جانبها، رحبت غرفة التجارة والصناعة في منطقة نجران بالقرار، معتبرة إياه خطوة إيجابية لتطوير المنطقة الحدودية. وأشارت الغرفة إلى أن التطوير المخطط سيساهم في تقليل أوقات انتظار المسافرين من 4 ساعات حالياً إلى ساعة واحدة فقط بعد إعادة افتتاح المنفذ.

وكانت مصادر في وزارة الداخلية قد أشارت في وقت سابق إلى ضرورة تحديث منفذ الوديعة ليواكب المعايير الدولية الحديثة، خاصة بعد ازدياد حركة التنقل بنسبة 40% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2023. وأوضحت هذه المصادر أن المشروع الجديد سيشمل إنشاء صالات انتظار مكيفة وتوسيع مواقف السيارات لتستوعب 500 مركبة بدلاً من 200 مركبة حالياً.

بدوره، أعرب اتحاد النقل البري اليمني عن تفهمه للقرار السعودي، مؤكداً استعداده للتعاون مع السلطات السعودية لضمان سير العمل بسلاسة في المنافذ البديلة. وأعلن الاتحاد عن تسيير رحلات إضافية عبر منفذ الوديعة اليمني للتعامل مع الطلب المتزايد خلال فترة الإغلاق.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن منفذ الوديعة يستقبل يومياً حوالي 3000 مسافر في كلا الاتجاهين، إضافة إلى 150 شاحنة محملة بالبضائع والمواد الغذائية. ومن المتوقع أن يؤثر الإغلاق المؤقت على حركة التجارة البينية المقدرة بنحو 500 مليون ريال شهرياً.

وقد حددت هيئة النقل آلية واضحة للمسافرين الذين لديهم حجوزات مؤكدة خلال فترة الإغلاق، حيث يمكنهم الحصول على استرداد كامل لقيمة التذاكر أو إعادة جدولة رحلاتهم عبر الوسائل البديلة دون رسوم إضافية. كما أعلنت عن خط ساخن مجاني (8001116666) لتقديم المساعدة والاستفسارات.

وفي ظل هذه التطورات، دعت السفارة اليمنية في الرياض المواطنين اليمنيين إلى التخطيط المسبق لرحلاتهم خلال الشهر القادم واستخدام البدائل المتاحة. وأكدت السفارة أنها تتابع مع السلطات السعودية لضمان عدم تأثر المواطنين اليمنيين بشكل سلبي من هذا القرار.

يذكر أن منفذ الوديعة تم افتتاحه رسمياً عام 2019 كجزء من مشروع تطوير المنافذ الحدودية السعودية، وقد شهد نمواً مستمراً في حركة المسافرين والبضائع منذ ذلك الحين. ومن المتوقع أن يعاد افتتاح المنفذ في منتصف نوفمبر القادم بمرافق محدثة تواكب أحدث المعايير التقنية والأمنية الدولية، وفقاً لما أعلنته هيئة النقل.