26 عاماً من الانتظار مقابل 67 ألف ضحية - في أوسلو، الأرقام تتحدث بلغة الدم والدموع. لأول مرة في التاريخ، يرتدي مشجعو منتخب قميص منتخب آخر احتجاجاً على خصمهم. 90 دقيقة فقط تفصل النرويج عن حلم 26 عاماً، لكن الشارع يريد تحويلها إلى كابوس إسرائيلي.
مئات المحتجين يحاصرون ملعب أوليفال بالأعلام الفلسطينية والألعاب النارية، بينما الشرطة تشدد الخناق الأمني. مع 15 نقطة تضع النرويج على عتبة التأهل، يزداد غضب الشارع اشتعالاً بسبب الخسائر البشرية في غزة. يوهان، أحد مشجعي النرويج المؤيدين لفلسطين، يقول: "ما كان يجب أن تقام هذه المباراة. مباراة ذات طعم مر وحلو."
أوسلو تنقسم بين فرحة التأهل المحتمل وغضب الضمير الإنساني. كانت النرويج غائبة عن كأس العالم منذ 1998، والحرب في غزة تشعل الشارع الأوروبي. يشكل هذا الحدث اختباراً حقيقياً للسياسات الدولية في الرياضة، مع استدعاء الدروس المستفادة من استبعاد جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري ومقاطعة يوغوسلافيا أثناء حروب البلقان.
التأثير يومياً يمتد داخل الأسر النرويجية، حيث ينقسمون بين دعم للرياضيين ومحاربة الظلم، ما يؤدي إلى صراع حقيقي بين العقل والعاطفة. مع احتمالات تأهل نرويجي محاط بالطعم المر، تستمر الضغوط الدولية المتنامية على إسرائيل، معتبرةً البطولة فرصة ذهبية للتأهل قد تفسدها السياسة. يثير ذلك ردود أفعال مختلفة بين مؤيد للمقاطعة وداعم للفصل بين الرياضة والسياسة.
مباراة واحدة تحمل آمال وأحلام 26 عاماً وغضب 67 ألف ضحية فلسطينية. يقول د. إريك نوردال، محلل رياضي نرويجي: "عندما تصبح كرة القدم أكبر من مجرد لعبة، هل نفوز أم نخسر جميعاً؟" موضحًا أن على FIFA اتخاذ موقف واضح من الدول المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، ومعبراً عن القلق من التصعيد الأمني الذي قد يؤثر على الرياضة عالمياً.