2.2 مليار ريال - هذا ما ستدفعه السعودية لتغيير مستقبل النقل إلى الأبد. بينما تقرأ هذه الكلمات، شركة إسبانية تكتب التاريخ في صحراء نجد. في خطوة تاريخية تُعد أكبر ثورة في مجال النقل المستدام في الشرق الأوسط، فازت ألسا الإسبانية بعقد خرافي قيمته 500 مليون يورو (2.2 مليار ريال) لتشغيل 156 حافلة، منها 126 حافلة كهربائية صامتة ستحمل أحلام 6 ملايين زائر سنوياً للقدية.
في تفاصيل الحدث، أُعلن عن توقيع هذا العقد الضخم بين شركة ألسا الإسبانية التابعة لمجموعة موبكو بي إل سي وشريك محلي سعودي. ويعد هذا العقد نقلة نوعية في مفهوم النقل المستدام، حيث ستسيّر 156 حافلة على مدار 8 سنوات لتحويل تجربة الزائرين إلى صديقة للبيئة. وقال أحد المتحدثين: "هذا العقد يمثل نقلة نوعية في مفهوم النقل المستدام"، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تُعد جزءاً من رؤية السعودية 2030 لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.
من ناحية الخلفية، يأتي هذا العقد ضمن سعي المملكة لتطوير القدية كأكبر مشروع ترفيهي عالمي، بما يعزز من قدرتها على جذب السياح والمستثمرين. وقد جاءت هذه الخطوة استكمالاً لمشاريع أخرى مثل نيوم والدرعية والعلا، مما يرسم ملامح واضحة لرؤية السعودية في التحول نحو النقل المستدام وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي. يتوقع خبراء النقل أن يُطبق هذا النموذج الرائد في مدن أخرى حول المملكة قريباً.
على المستوى الشخصي، ستسهل هذه الحافلات الكهربائية وصول العائلات للقدية، وتقلل من الازدحام المروري في الرياض، مما يمنح المواطنين تجربة نقل فريدة من نوعها. وبينما هذا يوفر فرص عمل جديدة، يثير القلق أيضًا من أن أسعار النقل قد تكون مرتفعة، خاصة على الأُسر المتوسطة الدخل. ورغم الحماس الكبير لمحبي البيئة والمستثمرين، لا تزال هناك مخاوف من ارتفاع التكلفة وتأثيرها على القدرة الشرائية.
في الختام، يمثل هذا العقد بداية جديدة للنقل المستدام في المملكة، وقد يكون نموذجًا يُحتذى به في المنطقة. مع تأكيد السعودية على تصدرها للنقل الأخضر، يبقى السؤال: "هل ستكون هذه بداية النهاية لعصر البترول في النقل؟" ترقبوا المزيد من التطورات واستعدوا لعصر جديد من النقل في السعودية.