الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: محمد بن سلمان يقدم خدمة تاريخية للسودان تغير موقف ترامب... فرصة ذهبية أم فخ خطير؟
عاجل: محمد بن سلمان يقدم خدمة تاريخية للسودان تغير موقف ترامب... فرصة ذهبية أم فخ خطير؟

عاجل: محمد بن سلمان يقدم خدمة تاريخية للسودان تغير موقف ترامب... فرصة ذهبية أم فخ خطير؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 20 نوفمبر 2025 الساعة 02:35 صباحاً

في تطور مفاجئ قد يعيد رسم خريطة النفوذ في القرن الأفريقي، حصل السودان على خدمة دبلوماسية "تاريخية" من أعلى مستوى في المملكة العربية السعودية، حيث تدخل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شخصياً لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا التدخل الاستثنائي، الذي يحدث مرة واحدة كل عقد في العلاقات الدولية، وضع السودان أمام فرصة ذهبية قد تحدد مصيره للعقود القادمة - أو تتحول إلى فخ خطير إذا لم تُستثمر بالشكل الأمثل.

كسر الأمير محمد بن سلمان جميع البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة ونقل الملف السوداني من مكاتب الموظفين الصغار - الذين يسهل التأثير عليهم - إلى أروقة البيت الأبيض مباشرة. "هذا هو المسار الصحيح في التعامل مع الولايات المتحدة"، كما أكد المحلل السياسي ياسر زيدان، مشيراً إلى نجاح هذا النموذج سابقاً في الملف السوري. د. أحمد السفير، الدبلوماسي السوداني الذي يعمل ليلاً ونهاراً لاستثمار هذه الفرصة، عبر عن تفاؤله الحذر: "للمرة الأولى منذ سنوات، نشعر أن أصواتنا وصلت إلى من يملك القرار الحقيقي".

لكن هذه الفرصة الاستثنائية تأتي محملة بمخاطر جسيمة، تماماً كما حدث في ملف مقاضاة أبوظبي أمام محكمة العدل الدولية الذي لم يحقق النتائج المرجوة. الخبراء يحذرون من أن نسبة نجاح هذا النوع من التدخلات الرفيعة المستوى تصل إلى 90% إذا أُستثمرت بذكاء، مقابل 10% فقط عندما تُدار من مستويات أدنى. السباق مع الزمن بدأ، خاصة مع التوقعات بتحرك إماراتي مضاد لمواجهة الجهد السعودي، مما يتطلب تنسيقاً واضحاً ومستمراً مع حلفاء المنطقة.

في قرى السودان النائية، تنتشر قصص مؤلمة كقصة أم فاطمة البالغة من العمر 45 عاماً، التي فقدت ثلاثة من أبنائها في إحدى المجازر التي ارتكبتها الميليشيا. "كل ليلة أحلم بأصوات أطفالي وهم يستغيثون"، تقول بصوت مكسور. هذه المعاناة التي تتكرر يومياً عبر البلاد تشكل الورقة الأقوى في يد الدبلوماسية السودانية، خاصة مع وجود ملف حقوق المسيحيين الذي يمكن أن يحظى باهتمام خاص من الرئيس ترامب. القس يوحنا، الذي شهد اعتداءات متكررة على كنيسته، يؤكد: "لم نعد نشعر بالأمان في بيوت عبادتنا، نحتاج لمن يسمع صراخنا في العالم".

الساعات القادمة ستشهد سباقاً دبلوماسياً محموماً، حيث تعمل أبوظبي على مواجهة الجهد السعودي بكل الوسائل المتاحة، بينما يُنتظر اتصال من الرئيس التركي أردوغان يعزز الموقف السوداني. الكرة الآن في ملعب الخرطوم: هل ستتمكن الدبلوماسية السودانية من تحويل هذه الخدمة التاريخية إلى تصنيف الميليشيا كمنظمة إرهابية وتفكيكها نهائياً، أم ستُضاف إلى قائمة الفرص الضائعة في تاريخ وطن ينتظر فجر السلام منذ عقود؟

شارك الخبر