الرئيسية / شؤون محلية / شاهد: لحظة مؤثرة.. الصينيون يردون الجميل بطريقة مذهلة للأبطال السعوديين الذين أنقذوا أرواحهم!
شاهد: لحظة مؤثرة.. الصينيون يردون الجميل بطريقة مذهلة للأبطال السعوديين الذين أنقذوا أرواحهم!

شاهد: لحظة مؤثرة.. الصينيون يردون الجميل بطريقة مذهلة للأبطال السعوديين الذين أنقذوا أرواحهم!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 20 نوفمبر 2025 الساعة 08:15 صباحاً

في لحظة من تلك اللحظات التي يقف فيها الزمن، حيث 90% من ضحايا السيول يلقون حتفهم خلال الدقائق الأولى، تحدى شباب سعوديون هذه النسبة المرعبة بشجاعة خارقة. عندما جرفت السيول الهائجة مجموعة من المواطنين الصينيين في محافظة الشملي جنوب غرب حائل، لم يتردد هؤلاء الأبطال لحظة واحدة في المخاطرة بأرواحهم لإنقاذ أرواح أخرى، في مشهد يعيد تعريف معنى البطولة الحقيقية.

خالد العتيبي، الشاب الخامس والعشريني، كان أول من قفز إلى المياه الجارفة التي تندفع بسرعة 60 كيلومتراً في الساعة - أسرع من سيارة تسير في شوارع المدينة. "سمعت صرخات الاستغاثة، ولم أفكر سوى في أن هناك أرواح في خطر"، يروي خالد وهو لا يزال يرتجف من هول التجربة. لي وين، المواطن الصيني الأربعيني، وجد نفسه محاصراً وسط قوة مائية تعادل قوة مائة فيل أفريقي مجتمعة، حيث كان هدير المياه المرعب يغطي على صرخاته طلباً للنجدة.

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المناطق الجبلية في السعودية مثل هذه الكوارث الطبيعية المفاجئة. محافظة الشملي، بطبيعتها الجغرافية الوعرة, تتحول خلال مواسم الأمطار إلى مسرح لسيول مدمرة تجرف كل شيء أمامها. "كما فعل أجدادهم في معارك الشرف، هكذا واجه الشباب السعودي سيولاً أشرس من أي عدو"، يعلق د. سعد الجهني، خبير الأرصاد الجوية، مضيفاً: "هذا النوع من السيول قاتل، والإنقاذ يتطلب شجاعة خارقة لا يملكها إلا القلائل".

ما حدث بعد عملية الإنقاذ البطولية كان لا يقل إثارة عن الحدث نفسه. في لفتة إنسانية مؤثرة، عاد المواطنون الصينيون المنقذون بهدايا تعبر عن امتنانهم العميق، ليردوا الجميل بطريقتهم الخاصة. أم محمد السلمي، التي شهدت العملية بأكملها، تروي: "رأيت الدموع في عيون الصينيين وهم يقدمون الهدايا، قلبي امتلأ فخراً بأبنائنا الذين جعلوا المملكة تشرق في عيون العالم". هذا التصرف لم يكن مجرد رد جميل، بل رسالة قوية تؤكد أن الإنسانية لا تعرف حدوداً أو جنسيات.

اليوم، وبينما تنتشر قصة هؤلاء الأبطال عبر العالم، تطرح التساؤلات حول مدى استعدادنا لمواجهة الطبيعة الغاضبة. الخبراء يدعون لتطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر فعالية، بينما تتزايد الدعوات لتعليم مهارات الإنقاذ الأساسية لجميع أفراد المجتمع. هذه القصة ليست مجرد خبر عابر، بل دعوة لكل منا ليكون بطلاً عندما تستدعي الظروف ذلك. السؤال الذي يبقى معلقاً في الهواء: عندما تأتي لحظة الحقيقة، هل ستكون أنت البطل الذي ينقذ، أم المتفرج الذي يشاهد؟

شارك الخبر