في لحظة مهيبة جرى الإعلان عن وفاة قائد التنمية الفريدة، محمد طاهر إيلا، عن عمر يناهز 74 عاماً. الرجل الذي حول مدينة ساحلية مهجورة إلى جنة سياحية في أقل من عقد من الزمان، يطوي صفحة من تاريخ السودان تنطوي تحتها مليئات التحولات الجذرية. وفاة إيلا تعد بمثابة صدمة وإلحاح على السودان للنظر في المستقبل وإيجاد قادة مماثلين ليكملوا مسيرة النهضة التنموية.
توفي محمد طاهر إيلا في القاهرة بعد معاناة طويلة مع المرض، وبعد عقود من خدمة وطنه في مواقع مؤثرة. قضى إيلا 10 سنوات كنائب والي للبحر الأحمر، حيث شهد العديد من الإنجازات التنموية. مما قاله أحد سكان بورتسودان: "إيلا ترك بصمة واضحة في تطوير مدينتنا إلى وجهة سياحية جذابة". الحزن يعم العديد من المناطق التي خدمها هذا القائد الحكيم.
في ذروة الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط نظام البشير، كان إيلا يشغل منصب رئيس الوزراء، محاولاً دفع عجلة التنمية وسط الأزمات السياسية الحادة. الخبراء يعتبرون وفاته خسارة فادحة لشخصية تميزت بقدراتها الإدارية والتنموية. مقارنة بعمالقة البناء مثل محمد علي باشا في مصر، كان إيلا يُعتبر قادراً على تحويل الأراضي البور إلى حدائق غنّاء.
تنعكس وفاة إيلا بشكل كبير على حياة الأشخاص في المناطق التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال فترته. قد يكون لدينا فرصة فريدة لتوثيق تجاربه التطويرية وتطبيقها على نطاق واسع في السودان. العديد من سكان البحر الأحمر والجزيرة يشعرون بفقدان كبير لهذا الزعيم الذي جلب الاستقرار والنمو لمناطقهم.
تلخيصاً، يخسر السودان اليوم قائداً تنموياً استثنائياً عرف بإبداعه ونهجه الاستراتيجي في التنمية. ربما تكون هذه اللحظة مناسبة لإحياء إرثه ومحاولة السير على خطاه برؤية جديدة لضمان استمرار النمو في ظل التحديات الراهنة. السؤال الذي يلوح في الأفق الآن: "هل ستتمكن السودان من إيجاد موظفين على قدر المسؤولية لإكمال حلم إيلا في بناء المدن؟"