في تطور صاعق هز قطاع العقارات، فجرت شركة أجدان قنبلة الـ 3.5 مليار دولار في وجه معرض سيتي سكيب العالمي بالرياض، مُطلقة أضخم حزمة مشاريع عقارية تشهدها المملكة في تاريخها. مع تدفق 170 ألف زائر من 120 دولة خلال أربعة أيام فحسب، تتحول العاصمة السعودية إلى مركز الجاذبية العقارية العالمي الجديد، والسؤال الآن: هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي؟
وسط ضجيج الآلاف وأصوات المترجمين الفوريين الذين ينقلون صفقات بالمليارات، كشفت أجدان عن خططها الطموحة لغزو ثلاث مدن استراتيجية: الرياض وجدة والخبر. المفاجأة الكبرى؟ مستثمرون يديرون أصولاً تتجاوز 5 تريليونات دولار - رقم يعادل الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بأكملها - يتنافسون تحت سقف واحد. "أحمد الراشد"، المستثمر الإماراتي الذي يدير محفظة بـ 200 مليون دولار، لا يخفي إثارته: "ما نشهده اليوم يذكرني بحمى الذهب في كاليفورنيا، لكن هذه المرة الذهب عقاري وموقعه السعودية".
خلف هذا الحدث المدوي تقف رؤية 2030 بقوتها الجارفة، مدعومة بقانون تملك الأجانب الذي أُقر مؤخراً كورقة رابحة تفتح الأبواب أمام تدفقات رأسمالية ضخمة. مثلما وضع معرض إكسبو دبي الإمارات على خريطة الأحداث العالمية، يضع سيتي سكيب الرياض السعودية في مقدمة القوى العقارية العالمية. د. محمد الخالدي، خبير تقنيات العقارات، يؤكد: "الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية ستغير وجه العقارات خلال السنوات القادمة، والسعودية تقود هذا التحول".
ولكن ما يحدث هنا لن يبقى حبيس قاعات المعارض. سارة المطيري، المطورة السعودية الشابة، تحلم بالاستفادة من الفرص الجديدة لتأسيس شركتها الأولى، بينما "جون سميث" المستثمر البريطاني يخطط لشراء عقارات بقيمة 5 ملايين دولار. التأثير المباشر؟ ارتفاع متوقع في أسعار الأراضي، تحسن الخدمات، وخلق آلاف فرص العمل. لكن الخطر يكمن في ارتفاع الإيجارات للمواطنين العاديين، مما يتطلب تخطيطاً حكيماً لضمان الاستفادة الشاملة من هذا التطور.
3.5 مليار دولار، 170 ألف زائر، 120 دولة - أرقام تؤكد أن ما نشهده ليس مجرد معرض، بل نقطة تحول حاسمة في تاريخ العقارات السعودية والإقليمية. هذا مجرد البداية، والمشاريع القادمة ستعيد تشكيل خريطة العقارات في المنطقة بأكملها. الفرصة أمامك الآن - إما أن تكون جزءاً من هذا التحول التاريخي، أو تشاهده من بعيد وتندم على ما فاتك للأبد.
