الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: CNN تفضح الخدعة الكبرى - الفيديو المضلل لـ45 معتمر قتيل عمره 7 سنوات!
عاجل: CNN تفضح الخدعة الكبرى - الفيديو المضلل لـ45 معتمر قتيل عمره 7 سنوات!

عاجل: CNN تفضح الخدعة الكبرى - الفيديو المضلل لـ45 معتمر قتيل عمره 7 سنوات!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 17 نوفمبر 2025 الساعة 11:10 مساءاً

في تطور صادم كشف حجم الخداع الإعلامي في عصرنا الرقمي، تمكن فريق تحقق CNN بالعربية من فضح إحدى أكبر حالات التضليل الإعلامي خلال الساعات الماضية. فيديو شاهده عشرات الآلاف من الأشخاص، معتقدين أنه يوثق حادثة مأساوية راح ضحيتها 45 معتمراً في المدينة المنورة، اتضح أنه قديم يعود لحادث مختلف تماماً وقع قبل 7 سنوات كاملة. في عالم تنتشر فيه المعلومات بسرعة البرق، أصبحت الحقيقة أول ضحايا عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

انتشر الفيديو المضلل كالنار في الهشيم، حاملاً وصفاً صادماً يقول: "مأساة في المدينة المنورة.. مقتل 45 معتمراً أغلبهم من الهنود في اصطدام مروّع". الحقيقة المرة أن هذا الفيديو يعود لحادث مختلف تماماً - انقلاب واشتعال ناقلة وقود في عقبة شعار بمنطقة عسير عام 2017. سارة، الصحفية المحققة في CNN بالعربية، تروي لحظة اكتشاف الحقيقة: "شعرت بالصدمة عندما اكتشفنا أن آلاف الأشخاص يتداولون فيديو قديم معتقدين أنه حدث جديد. هذا يكشف خطورة السرعة في النشر دون تحقق."

العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي، متحدث الدفاع المدني في عسير آنذاك، كان قد وصف الحادث الأصلي بكلمات واضحة: "احتراق ناقلة تحمل 23 طناً، وتفحم السائق بداخلها وانسكاب الوقود وحدوث حريق بجزء الجبل". الفارق الزمني الهائل - 7 سنوات كاملة - لم يمنع استغلال مشاعر الناس وقلقهم على سلامة المعتمرين. خبراء مكافحة المعلومات المضللة يحذرون من ظاهرة متنامية: استخدام مقاطع قديمة مؤثرة بصرياً لجذب المشاهدات والتفاعل، حتى لو كان الثمن نشر الرعب والقلق.

أحمد المعتمر، 45 عاماً من الهند، كان ينوي السفر لأداء العمرة مع عائلته عندما وصله الفيديو عبر مجموعة واتساب: "شعرت بالرعب الشديد، وبدأت أتساءل عن مدى أمان الرحلة. زوجتي بكت من الخوف، وأطفالي سألوني إن كان السفر آمناً." قصة أحمد تتكرر مع آلاف الأسر التي تخطط لأداء المناسك، حيث تحولت لحظات ترقب روحاني إلى قلق وخوف بسبب معلومة مضللة. القنصلية الهندية في جدة اضطرت لإصدار بيانات مطمئنة، فيما أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن تعازيه في الحادث الجديد الحقيقي الذي وقع فعلاً يوم الاثنين - لكن بتفاصيل مختلفة تماماً عما روج له الفيديو المضلل.

في عالم يتسارع نحو الكارثة المعلوماتية، يقف الإعلام المهني كآخر خطوط الدفاع ضد طوفان التضليل القادم. هذه القصة تكشف حقيقة مرعبة: في 24 ساعة، يمكن لفيديو قديم أن يثير رعب آلاف الأسر ويؤثر على قرارات مصيرية. الحل ليس في إلقاء اللوم على التكنولوجيا، بل في تسليح أنفسنا بسلاح التحقق والتروي قبل الضغط على زر "مشاركة". السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: في زمن تنتشر فيه الأكاذيب بسرعة الضوء، هل نحن مستعدون فعلاً لحماية أنفسنا من الموجة القادمة من التضليل الرقمي؟

شارك الخبر