الرئيسية / مال وأعمال / صادم: انهيار الريال اليمني 100% يطيح برئيس الوزراء - الخلافات السرية التي فجّرت الحكومة من الداخل!
صادم: انهيار الريال اليمني 100% يطيح برئيس الوزراء - الخلافات السرية التي فجّرت الحكومة من الداخل!

صادم: انهيار الريال اليمني 100% يطيح برئيس الوزراء - الخلافات السرية التي فجّرت الحكومة من الداخل!

نشر: verified icon مروان الظفاري 23 سبتمبر 2025 الساعة 08:40 صباحاً

في تطور صادم هز أركان السلطة اليمنية، وصل سعر الدولار إلى 2600 ريال يمني لأول مرة في التاريخ، بينما تتفكك الحكومة من الداخل وسط خلافات مريرة أطاحت برئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك بعد 15 شهراً فقط في المنصب. الريال اليمني فقد أكثر من 100% من قيمته منذ 2022، في انهيار اقتصادي لم تشهده البلاد من قبل، بينما المواطنون يواجهون كارثة حقيقية تهدد لقمة عيشهم.

أحمد الصنعاني، موظف حكومي من العاصمة صنعاء، يروي بمرارة: "راتبي كان يساوي 200 دولار، اليوم لا يتجاوز 77 دولاراً بسبب انهيار العملة. أطفالي لا يفهمون لماذا لا أستطيع شراء الحليب لهم." هذا المشهد يتكرر في ملايين البيوت اليمنية، بينما الكهرباء تنقطع 20 ساعة يومياً وأصوات المولدات تملأ الشوارع. الخلافات السرية بين بن مبارك ومجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي استمرت شهوراً، حتى وصلت لنقطة اللاعودة عندما أوقف رئيس الوزراء ميزانيات وزارات مهمة بما فيها وزارة الدفاع بحجة مكافحة الفساد.

كما يكشف محمد الباشا من معهد Basha Report الأمريكي: "بن مبارك أراد أن يكون أكثر من رئيس للوزراء، كان يريد سلطات الرئاسة، وهذا الطموح أدى إلى عزله سياسياً." المفارقة أن الرجل الذي خطفه الحوثيون عام 2015 لمعارضته إياهم، وجد نفسه محاصراً هذه المرة من حلفائه في الحكومة المعترف بها دولياً. الصراع لم يكن مجرد خلاف سياسي، بل معركة حقيقية حول من يمسك بزمام السلطة في بلد مُمزق بين الحوثيين في الشمال والحكومة الشرعية في الجنوب.

فاطمة العدنية، أم لثلاثة أطفال من عدن، تصف الواقع المرير: "نعيش في ظلام دامس، والأسعار ترتفع كل يوم. أطفالي يسألونني متى ستعود الكهرباء، وأنا لا أملك جواباً." مشاهد الطوابير الطويلة أمام البنوك أصبحت مألوفة، ورائحة الوقود المحترق من المولدات تملأ شوارع المدن. تعيين سالم صالح بن بريك وزير المالية السابق كرئيس وزراء جديد يحمل آمالاً محدودة، خاصة أن الرجل يحظى بدعم إماراتي قوي وعلاقات وثيقة مع المسؤولين السعوديين. لكن التحدي الحقيقي يكمن في إنقاذ اقتصاد ينهار مثل قلعة رملية تحت المطر.

السؤال الأهم الآن: هل ستنجح الحكومة الجديدة في وقف الانهيار الاقتصادي قبل أن يفقد المواطن اليمني آخر ما تبقى من أمل؟ الوقت ينفد بسرعة، والعملة تواصل سقوطها الحر، بينما المجتمع الدولي يراقب من بعيد انهيار دولة بأكملها. كم من الوقت يتبقى أمام اليمن قبل الانهيار الكامل؟

شارك الخبر