في تطور لافت ومدهش، ستختفي "10 أحياء كاملة" من قلب الرياض خلال السنوات القادمة، حيث أن الأحياء التي عاشتها أجيال لعقود ستصبح مجرد ذكرى في ألبوم صور قديمة. القرار قد صدر والساعة تدق... آلاف الأسر أمامها شهور قليلة قبل الوداع النهائي. ولكن، ما الذي ينتظر الرياض من تغيرات؟ تابع التفاصيل المثيرة.
تستعد الرياض لإطلاق أضخم مشروع تطوير عمراني في تاريخها الحديث، يتمثل في إزالة 10 أحياء رئيسية وإعادة تطويرها بالكامل، مستعداً لاستثمارات بمليارات الريالات ومؤثراً على مئات الآلاف من السكان الذين يعيشون هناك منذ عقود. "هذا المشروع سيحول الرياض إلى واحدة من أهم عواصم العالم" حسبما أشار خبير في التطوير العمراني. بينما تبدأ عائلات في حزم حقائبها، وتغلق محلات أبوابها للمرة الأخيرة، تودع شوارع الأحياء بعضاً من تاريخها العريق.
ولم تكن هذه الخطوة وليدة اللحظة. إذ تشهد العاصمة السعودية نمواً عشوائياً لعقود في أحياء تاريخية لم تعد تواكب متطلبات العصر الحديث، وذلك في ظل الضغط المتزايد لتحقيق رؤية 2030 والنمو السكاني المستمر. تجربة الرياض تذكرنا بتجارب سابقة مثل تطوير دبي أو تحويل سنغافورة إلى مدينة عالمية. ويتوقع الخبراء أن تصبح الرياض مدينة عالمية بحلول عام 2030، تظهر فيها قيمة العقارات إلى الضعف وتجذب استثمارات أجنبية عديدة.
بينما تتغير معالم الحياة اليومية لسكان الرياض، يواجه هؤلاء تغيير عناوين عاشت عليها أجيال وبحثاً عن منازل جديدة، في محاولة للتكيف مع بيئة مختلفة. النتائج المتوقعة تحمل جانباً مضيئاً وآخر عاطفياً واجتماعياً مكلفاً، فسيكون هناك حاجة للتوثيق القانوني للحقوق وفرص استثمارية يمكن للمستثمرين استغلالها. لكن تبرز ردود أفعال متنوعة، حماس الشباب للتطوير يواجهه قلق كبار السن من فقدان ذكرياتهم.
وبين مسار التطوير والمشاعر المختلطة، يبقى السؤال الأهم في الأفق: هل ستتمكن الرياض من التحول إلى مدينة عالمية بحلول عام 2030 وهي مدينة الرحمة والذكريات؟ على السكان المتأثرين التحرك بسرعة لضمان حقوقهم، والسؤال يثار: هل يستحق المستقبل المبهر أن نضحي بماضينا الجميل؟