في حدث تاريخي غير مسبوق، تمكنت المملكة العربية السعودية من تسجيل أعلى قمة زراعية لها حتى الآن، بتحقيقها ناتجاً زراعياً محلياً ضخمًا وصل إلى 118 مليار ريال - وهو رقم يفوق ناتج 40 دولة مجتمعة. في أقل من عقد، حولت السعودية أراضيها الصحراوية إلى واحدة من أكبر المعجزات الزراعية في التاريخ الحديث، مما يجعل الأمن الغذائي العالمي يتداخل مع التحديات الحالية.
تعد القفزة الزراعية السعودية هذه، بمثابة تحول جذري حيث أن أرقام الإنتاج الغذائي بلغت نحو 12.5 مليون طن، بأعلى نسب الاكتفاء الذاتي على مدار تاريخ المملكة. وبناءً على بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، فإن الأمن الغذائي لم يعد مجرد حلم بعيد، بل حقيقة متجسدة بفضل البرامج الطموحة لرؤية السعودية 2030. المتحدث باسم الوزارة أكد بأن هذه الأرقام تأكيد على تحول المملكة إلى قوة زراعية صاعدة.
التحول الزراعي السعودي هذا، هو نتاج رؤية متكاملة تعتمد على تقنيات حديثة واستثمارات كبرى، جمعت بين الإرادة السياسية القوية والمتطلبات البيئية المعقدة. وكما شهدت أوروبا وأمريكا نهضات زراعية كبرى، يبدو أن المملكة السعودية تمضي على نفس الخطى، مع توقعات خبراء تؤكد على نمو مستمر وتحول المملكة لقوة غذائية إقليمية، حيث يصف الدكتور محمد الزراعي، استشاري التنمية المستدامة، الخطوات بأنها أقرب لمعجزة حقيقية.
تأثير هذه القفزة على حياة السعوديين لا يمكن إنكاره، مع توفير طعام بجودة أعلى وأسعار أقل، والخلق لفرص عمل جديدة، بجانب تعزيز الأمن الغذائي للأجيال القادمة. من المتوقع أن تستفيد المملكة من الفائض في الإنتاج لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين الميزان التجاري. الردود تتفاوت بين الإعجاب الدولي، والقلق بين المنافسين، والفخر الشعبي العارم داخل المملكة.
في نظرة للأمام، ستصبح المملكة محطة غذاء رئيسية للمنطقة إذا استمر المسار على هذا المنوال. دعوة للعمل موجهة لجميع المستثمرين للانخراط في هذا القطاع النامي. السؤال الآن، هل أنت مستعد لاقتناص فرصة العمر في القطاع الذي سيغذي العالم؟
