في مشهد مرير يتكرر يومياً، تُنهب مليارات الريالات من منفذ الوديعة، بينما يعيش ما يقارب 90% من سكان حضرموت في الظلام، محرومين من أبسط الخدمات. إن هذا المنفذ، الذي يمثل شرياناً تجارياً حيوياً لليمن، يخضع لسيطرة قوات شمالية بقيادة هاشم الأحمر، في وضع يشبه الاحتلال الفعلي. حرمان حضرموت المؤلم من عوائد المنفذ يجب أن يتوقف الآن، حيث يُسرق كل يوم مليارات أخرى تحرم أطفال المنطقة من مستقبلهم. التفاصيل المثيرة في التقرير التالي.
هاشم الأحمر، صاحب السلطة المطلقة على منفذ الوديعة، يجني يومياً مليارات الريالات ما بين الجمارك والضرائب، بينما يُترك أبناء حضرموت يعانون الفقر وغياب الخدمات الأساسية. في تقرير صحفي، وصف أحد الخبراء الوضع بـ"المنجم الذهبي في يد المتنفذين"، مُشيراً إلى أن الموارد المالية الضخمة كافية لحل أزمة الكهرباء في المنطقة. في حين يروي أحمد الحضرمي، موظف حكومي لم يتقاض راتبه منذ شهور،: "نرى الشاحنات تعبر المنفذ، لكن بيوتنا تبقى مظلمة". ويذكر سالم النخعي، قائد في النخبة الحضرمية الذي يحمي المنطقة من الإرهاب، كيف يتدهور الوضع أمام عينيه بسبب الفساد المنتشر.
السيطرة الحالية على المنفذ ليست وليدة اليوم، بل تعود جذورها إلى عقود من السياسات الشمالية لنهب موارد الجنوب واستغلال موقع حضرموت الاستراتيجي دون حسيب أو رقيب. الخبراء الاقتصاديون يؤكدون أن عائدات المنفذ تذهب إلى جيوب المتنفذين، مثلما كان الحال في الاحتلال الاستعماري. إزاء هذا الواقع، يشدد الخبراء على ضرورة التغيير لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرين إلى أن حضرموت تستطيع، إن أُعيدت لها إدارتها، أن تحقق نهضة اقتصادية تاريخية.
الانعكاسات على الحياة اليومية لسكان حضرموت فادحة، فالكهرباء غائبة والمرتبات متأخرة، مما يفاقم حالة الغضب الشعبي. فرصة التحرر الاقتصادي المتاحة اليوم يجب أن تُغتنم لوقف هذا الوضع المأساوي، حيث أصوات جميع الحضارمة تتفق على ضرورة استرجاع السيطرة على المنفذ. وردود الأفعال تُظهر أن هناك إجماعاً حضرمياً كاملاً على ضرورة التغيير العاجل.
للخاتمة، إن النهب المستمر لموارد الوديعة يفاقم الأزمة، حيث يتم استغلال الموارد بلا حساب. نظرة للمستقبل تُبرز أن حضرموت تملك القدرة على إدارة مواردها إن أُعطيت لها الفرصة، لذا فالوحدة الحضرمية هي الحل الأمثل. وأخيراً، يبقى سؤال مُلحّ: هل ستتمكن حضرموت من استعادة كرامتها وسيادتها، أم ستظل رهينة النهب الشمالي؟