حقق الريال اليمني استقراراً ملفتاً في أسواق الصرف بمدينة عدن للمرة الثالثة على التوالي، ليسجل بذلك إنجازاً نقدياً مهماً وسط التحديات الاقتصادية الراهنة. وتشير المؤشرات إلى نجاح البنك المركزي اليمني في تطبيق استراتيجية محكمة لضبط تقلبات العملة المحلية ومواجهة المضاربات السوقية التي عصفت بها خلال الفترات الماضية.
وثبت سعر صرف الدولار الأمريكي في عدن عند مستوى 1617 ريالاً للشراء و1632 ريالاً للبيع، بينما حافظ الريال السعودي على موقعه عند 425 ريالاً للشراء و428 ريالاً للبيع. هذا الثبات يعكس تماسك الوضع النقدي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية ويبشر بإمكانية تحقيق استقرار أطول أمداً.
في المقابل، لم تشهد أسواق صنعاء تغييرات ملموسة، حيث استقر الدولار عند 535 ريالاً للشراء و540 ريالاً للبيع، فيما ظل الريال السعودي ثابتاً عند 140 ريالاً للشراء و140.5 ريالاً للبيع. الفجوة الكبيرة في أسعار الصرف في عدن مقارنة بصنعاء تعكس استمرار الانقسام الاقتصادي والنقدي بين المنطقتين، مما يؤثر على حركة التجارة والتحويلات بين المحافظات اليمنية.
تكمن أهمية هذا الاستقرار في قدرة البنك المركزي على تنفيذ آليات تدخل فعالة في السوق النقدية. التدابير المتخذة لم تقتصر على مجرد إعلان أسعار رسمية، بل شملت إجراءات عملية لضمان التزام محلات الصرافة والتجار بهذه الأسعار، مما ساهم في بناء حالة من الثقة المتدرجة بين المتعاملين في السوق المحلية وعزز من قدرة الريال اليمني على مقاومة التقلبات الحادة.
يمثل هذا الثبات لثلاثة أيام متتالية مؤشراً إيجابياً لإمكانية تحقيق استقرار اقتصادي أوسع، خاصة وأن العملة اليمنية شهدت في السابق تذبذبات عنيفة أثرت سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين وزادت من أعباء المعيشة، مما يجعل من هذا الاستقرار بادرة أمل لتحسن الأوضاع الاقتصادية في المرحلة القادمة.