شهدت مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز مساء الثلاثاء كارثة طبيعية مدمرة خلفت وفاة شخصين وعشرات المفقودين، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة شملت تدمير عشرات المنازل وانقطاع الطريق الرئيسي الوحيد الذي يربط مدينة تعز بعدة مديريات أخرى.
وأكدت مصادر محلية أن الأمطار الغزيرة التي بدأت في السادسة مساءً تحولت إلى سيول جارفة تسببت في وفاة المواطن فؤاد بجاش وفقدان ابنة شقيقه محمد بجاش في منطقة المحصاب بعزلة المراتبة، حيث عثر على جثتها بعد 12 ساعة من البحث المضني في منطقة بعيدة عن قريتها.
وتسببت السيول في ترك مئات العائلات بلا مأوى بعد تدمير منازلهم وجرف ممتلكاتهم، خاصة في قرية السعيد حيث شهد سوق الخميس دماراً شاملاً جرف خلاله سبع سيارات كاملة إضافة إلى تدمير بسطات الباعة المتجولين ومصادر رزق عشرات الأسر.
وامتدت الكارثة لتشمل انقطاع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمديريات مقبنة وأجزاء من شرعب، مما ترك قرية العراري محاصرة تماماً بين الجبال دون أي منفذ للوصول إليها أو إخلاء المتضررين. هذا الانقطاع خلق أزمة إنسانية حادة حيث لم يتمكن الأهالي من إسعاف الجرحى إلى مستشفيات مدينة تعز، مما فاقم من معاناة السكان.
وشملت الخسائر المادية جرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، إضافة إلى تدمير خزانات المياه الأرضية والمدرجات الزراعية التي تشكل مصدر الرزق الأساسي للسكان. كما تضررت الطرقات الرئيسة والفرعية في مختلف عزل المديرية، مما عرقل حركة التنقل وقطع السبل على عدد من القرى.
وفي استجابة للكارثة، وجّه محافظ تعز نبيل شمسان مدير عام مديرية جبل حبشي بالنزول الميداني الفوري إلى منطقة البريهة والمناطق المجاورة لمتابعة أوضاع المتضررين، مع رفع تقرير عاجل بحجم الخسائر واتخاذ الإجراءات الطارئة للتخفيف من معاناة السكان.
وأطلق أهالي المديرية مناشدات عاجلة لإعلان جبل حبشي منطقة منكوبة، مطالبين الحكومة والمنظمات الإنسانية الدولية بسرعة التدخل وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، خاصة المواد الإيوائية والغذائية وفرق الإنقاذ، إضافة إلى دعم إعادة فتح الطرق وتقديم التعويضات للأسر التي فقدت ممتلكاتها ومصادر دخلها.
