الرئيسية / مال وأعمال / صدمة: الذهب يقفز لـ427 ريال سعودي في عدن - هل تشتري الآن أم تنتظر الانهيار؟
صدمة: الذهب يقفز لـ427 ريال سعودي في عدن - هل تشتري الآن أم تنتظر الانهيار؟

صدمة: الذهب يقفز لـ427 ريال سعودي في عدن - هل تشتري الآن أم تنتظر الانهيار؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 نوفمبر 2025 الساعة 02:30 صباحاً

في تطور صادم هز الأسواق الجنوبية، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة، حيث وصل سعر الكسر السعودي إلى 427 ريالاً، بارتفاع 4 ريالات كاملة في يوم واحد - مبلغ يكفي لشراء وجبة عشاء لأسرة يمنية كاملة. هذا الارتفاع الجنوني يطرح سؤالاً حارقاً على كل من يفكر في الاستثمار: هل تشتري الآن قبل أن تطير الأسعار أكثر، أم تنتظر انهياراً قد لا يأتي أبداً؟

في قلب الأسواق الجنوبية، تشهد محلات الصاغة حركة محمومة لم تشهدها منذ سنوات. أم فاطمة، ربة بيت من عدن، تقف أمام واجهة إحدى المحلات وعيناها تملؤها الدموع: "كنت أدخر منذ عامين لشراء طقم ذهب لابنتي العروس، واليوم اكتشفت أن ما ادخرته لا يكفي حتى لشراء سوار صغير." وبينما تعيش أم فاطمة خيبة الأمل، يحتفل محمد التاجر الذي استثمر في الذهب قبل عامين بأرباح تجاوزت 40%. الأرقام لا تكذب: الفارق بين البيع والشراء وصل إلى 1,704 ريال يمني، مبلغ يكفي لشراء 10 كيلو أرز في الأسواق المحلية.

خلف هذا الارتفاع المتسارع تقف عوامل متشابكة تجعل من الذهب الملاذ الآمن الوحيد في ظل العاصفة الاقتصادية. د. أحمد العمري، الخبير الاقتصادي، يؤكد: "ضعف العملة المحلية وعدم الاستقرار الاقتصادي يدفعان المواطنين للبحث عن استثمارات آمنة، والذهب هو الخيار الأول دائماً." هذا المشهد يذكرنا بأزمة الذهب في السبعينات عندما تضاعفت الأسعار خلال عامين فقط، لكن الفارق أن أسعار اليوم ترتفع كالصاروخ بينما رواتب الناس تزحف كالسلحفاة.

التأثير لا يقتصر على المستثمرين فحسب، بل يمتد لكل بيت يمني يخطط لمناسبة. سالم الصايغ، الذي يعمل في سوق الذهب منذ 20 عاماً، يروي: "العرائس يأتين ويبكين عندما يرين الأسعار، والآباء يؤجلون حفلات الزفاف." النتائج المتوقعة مؤلمة: تأجيل الزيجات، البحث عن بدائل أرخص، وربما تغيير عادات اجتماعية عمرها قرون. لكن هناك فرصة أيضاً: المستثمرون الأذكياء يستغلون التذبذب لشراء الذهب تدريجياً، والتجار ينصحون بالتأكد من العيار والاحتفاظ بالفواتير.

بينما تستمر أسعار الذهب في تحديها للجاذبية، يبقى السؤال الذي يحير الجميع: إلى أين ستصل هذه الأسعار الجامحة؟ الخبراء يتوقعون مزيداً من التقلبات، لكن الاتجاه العام يشير للارتفاع. إذا كنت تفكر في الاستثمار، فكل دقيقة تأخير قد تكلفك المزيد من المال. السؤال الآن: هل ستنتظر أكثر أم ستتحرك الآن قبل أن تطير الأسعار بعيداً عن متناول الجميع؟

شارك الخبر