في تطور مفاجئ يبعث الأمل في نفوس آلاف الأسر اليمنية، كشفت وزارة التعليم العالي اليمنية عن فرصة ذهبية تحدث مرة واحدة في العمر - الدراسة مجاناً في قلب أوروبا. أقل من 60 يوماً تفصل الشباب اليمني عن إغلاق باب التسجيل نهائياً، بينما تكلف الدراسة الجامعية في أوروبا عشرات الآلاف من الدولارات سنوياً، تفتح المجر أبوابها مجاناً بالكامل أمام الطلاب اليمنيين ضمن برنامج التبادل الثقافي للعام الدراسي 2026-2027.
الساعات تتسارع والحلم يصبح حقيقة - هكذا وصف أحمد السالمي، 18 عاماً من صنعاء، شعوره عند سماع الخبر. أحمد الذي ترك دراسته منذ عامين بسبب إغلاق جامعته، يقول: "لم أتخيل أن هناك من سيفتح لنا باب الأمل مجدداً". التسجيل يتم على مرحلتين محددتين بدقة، الأولى عبر موقع برنامج "Stipendium Hungaricum" المجري، والثانية عبر موقع وزارة التعليم العالي اليمنية، مع ضرورة استخدام بريد إلكتروني شخصي لضمان وصول المراسلات الحاسمة.
وخلف هذا الإعلان التاريخي، تكمن قصة صمود وإرادة لا تُقهر. فرغم الحرب المدمرة التي تجتاح اليمن منذ 2015 وتدهور قطاع التعليم بشكل كارثي، تواصل الحكومة اليمنية جهودها لضمان مستقبل أفضل للشباب. د. محمد الشامي، مستشار التعليم العالي، يؤكد: "هذه المنح تمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل اليمن وإعداد جيل قادر على الإعمار". البرنامج يشبه تماماً منح البعثات التعليمية التي أرسل عليها محمد علي باشا الطلاب لأوروبا في القرن التاسع عشر، والتي غيّرت مجرى التاريخ.
في هذه اللحظات الحاسمة، تشهد مقاهي الإنترنت في المدن اليمنية ازدحاماً غير مسبوق، وأصوات النقر على لوحات المفاتيح تملأ المكان. سارة عبدالله، والدة طالب من تعز، تقول وهي ترتجف من الإثارة: "هذه فرصة لا تُعوض لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا بعيداً عن دوي المدافع". فاطمة الحوثي، التي حصلت على منحة مماثلة العام الماضي وتدرس الآن الطب في بودابست بامتياز، تنصح الطلاب: "التحضير المبكر وتجهيز الوثائق أمر حاسم، فالمنافسة ستكون شديدة". اللجنة الوزارية المختصة ستجري عملية مفاضلة دقيقة تشمل امتحاناً خاصاً لخريجي الثانوية العامة، مما يضيف المزيد من التشويق والترقب.
15 يناير 2026 - هذا هو التاريخ الذي سيحدد مصير آلاف الأحلام اليمنية. بعد هذا التاريخ، ستُغلق الأبواب نهائياً ولن تعود هذه الفرصة الذهبية مرة أخرى. الخبراء يتوقعون أن هذا البرنامج سيكون نواة لجيل جديد من الكوادر اليمنية المؤهلة، قادر على قيادة عملية الإعمار وبناء يمن جديد قائم على العلم والمعرفة. هل ستكون من الذين اغتنموا هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر أبداً، أم ستندم على تفويتها طوال العمر؟