تشهد المملكة العربية السعودية صباح الأحد المقبل انطلاق عام دراسي استثنائي بإجراءات جذرية لم تُطبق من قبل في تاريخ التعليم السعودي، حيث قررت وزارة التعليم تقسيم الطلاب إلى دفعتين منفصلتين مع تطبيق نظام إلكتروني صارم يحدد سقف الغياب بـ18 يوماً فقط طوال العام الدراسي.
وفقاً للتقويم الدراسي المعتمد، تبدأ الدفعة الأولى من الطلاب والطالبات في 12 إدارة تعليمية الدراسة يوم الأحد الأول من ربيع الأول 1447هـ الموافق 24 أغسطس 2025م. أما طلاب وطالبات مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف فسيعودون بعد أسبوع كامل في الأحد 8 ربيع الأول، وذلك مراعاة لموسم الحج والازدحام المروري المصاحب له.
يُعتبر هذا النظام الجديد للعودة على دفعتين سابقة أولى في منظومة التعليم السعودي، حيث يهدف إلى تنظيم انسيابية العملية التعليمية وتجنب الضغط الكبير على الموارد والخدمات في بداية العام الدراسي.
في خطوة تطويرية مهمة، ستطبق الوزارة نظام "حضوري" الإلكتروني الجديد لتوثيق حضور وانصراف المعلمين والإداريين عبر تحديد الموقع الجغرافي. يهدف هذا النظام إلى تعزيز الانضباط الوظيفي وتحقيق العدالة في بيئة العمل، مع منح صلاحية التحقق المفاجئ من تواجد الموظفين لمسؤولي التعليم.
الجانب الأكثر صرامة في اللوائح الجديدة يتعلق بنظام الغياب، حيث شددت الوزارة على أن تجاوز الطالب 18 يوماً من الغياب بدون عذر رسمي - وهو ما يعادل 10% من أيام الدراسة البالغة 180 يوماً - سيؤدي إلى منعه من الانتقال. وتختلف العقوبة حسب المرحلة التعليمية، ففي المرحلتين الابتدائية والمتوسطة يُمنع الطالب من الانتقال للعام الدراسي التالي، بينما في المرحلة الثانوية يُمنع من الانتقال إلى الفصل الدراسي التالي.
أنهت إدارات التعليم في جميع مناطق المملكة استعداداتها الكاملة لاستقبال الطلاب والطالبات، وسط توجيهات مشددة من الوزارة بضرورة انطلاقة جادة من اليوم الأول وتنفيذ الحصص الدراسية وفق الجداول المعتمدة.
سيتم تطبيق نظام المتابعة اليومية للغياب عبر نظام "نور" الإلكتروني، مع إشعار أولياء الأمور مباشرة بحالات غياب أبنائهم. ويُنظر إلى هذا العام الدراسي كبداية لمرحلة تطويرية جديدة تهدف إلى رفع كفاءة العملية التعليمية وتحسين الانضباط المدرسي لتحقيق جودة أفضل في مخرجات التعليم.
