كشفت مصادر محلية مطلعة في صنعاء عن تفاصيل صادمة حول القبض على شاب بسبب فيديو أثار ضجة واسعة، بعد أن تبين أن المقطع المتداول كان مجرد مزحة بين أصدقاء تحولت إلى كابوس حقيقي امتد لثماني سنوات كاملة.
وأوضحت المصادر أن الفيديو الذي هز وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً يعود في الأصل إلى عام 2015، حيث قامت مجموعة من الشباب بتصوير مقطع مزاحي ظهروا فيه متنكرين بزي نسائي داخل سيارة، وأرسلوه لأحد أصدقائهم كنوع من الدعابة البريئة.
لكن ما لم يتوقعه هؤلاء الشباب أن مزحتهم البسيطة ستطاردهم بعد سنوات طويلة، حيث تسرب الفيديو خارج نطاق الأصدقاء وانتشر بشكل فيروسي على منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة جدل واسعة في المجتمع اليمني المحافظ. وتفاعل المئات من المستخدمين مع المقطع باعتباره واقعة حقيقية تظهر شباباً مع فتيات في سيارة، دون إدراك أن جميع الظاهرين في الفيديو هم شباب متنكرون.
المفارقة المؤلمة في هذه القصة أن الشاب الذي تم القبض عليه لم يعد ذلك الفتى الذي شارك في المزحة قبل ثماني سنوات، بل أصبح اليوم رجلاً متزوجاً ولديه أطفال، يعيش حياة مستقرة بعيداً عن تلك الذكريات. إلا أن إعادة تداول الفيديو القديم جدداً أعادت إحياء القضية وجلبت له مشاكل لم يكن يتوقعها.
وأثارت هذه الواقعة تعاطفاً واسعاً بين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا ما حدث بـ"الفضيحة المؤجلة"، معتبرين أن الشاب وقع ضحية لتداعيات غير متوقعة لمزحة قديمة في زمن لم تكن فيه ثقافة المسؤولية الرقمية واضحة كما هي اليوم.
وتباينت ردود الفعل بين المتعاطفين مع الشاب الذين يرون أن معاقبته بعد كل هذه السنوات أمر مجحف، وبين من يؤكدون على أهمية تحمل المسؤولية عن أي محتوى يتم تصويره حتى لو كان على سبيل المزاح. كما سلطت الحادثة الضوء على خطورة تسريب المحتوى الشخصي وانتشاره خارج السياق المقصود، وضرورة التفكير مليّاً قبل نشر أي مادة قد تسبب إحراجاً أو ضرراً للآخرين.
