في مشهد يتكرر بصمت قاتل، يواجه ذوو الأمراض المزمنة في عدن تحديات غير مسبوقة مع استمرار القفزات الجنونية في أسعار الأدوية، وسط غياب حكومي شبه تام وتهاوٍ في قيمة العملة المحلية، وفق ما نشرته صحيفة عدن الغد
ونقلت صحيفة عدن الغد عن المواطن جميل كرامة، أحد سكان عدن، نداء استغاثة عبّر فيه عن حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون يومياً في ظل تصاعد أسعار الدواء، حيث قال: “ذهبت قبل أسبوعين لشراء دواء الضغط بسعر 11,500 ريال، وعدت لأفاجأ أن سعره أصبح 17,000 ريال. ارتفاع 6,500 ريال خلال أيام فقط! هذا لم يعد مجرد غلاء، بل عبءٌ قاتل يهدد حياة الناس”.
وأوضح كرامة أن الأزمة طالت شرائح واسعة من السكان، لا سيما المرضى المزمنين الذين باتوا عاجزين عن شراء أدويتهم، مضيفاً أن ما يحدث اليوم لا يختلف عن حكم بالإعدام على من لا يملك المال. نحن لا نموت من المرض، بل من العجز عن شراء الدواء.
ويرى مواطنون أن التدهور الحاد في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية هو السبب الرئيس وراء موجة الغلاء، متهمين من وصفوهم بـ”سماسرة العملة” بإدارة السوق السوداء بعيداً عن أي رقابة فعلية.
وأشار كرامة إلى أن سوق الصرف “تحولت إلى لعبة بيد المتلاعبين، والحكومة في موقع المتفرج”، مطالباً الجهات المختصة بالتحرك العاجل لضبط أسعار الأدوية ومحاسبة المتورطين في استغلال الوضع الاقتصادي.
تأتي هذه التصريحات في وقت تزداد شكاوى المواطنين من الغلاء وغياب الرقابة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذا استمر تجاهل الأزمة، وترك المرضى فريسة للعجز عن الحصول على الدواء وغلاء السوق