في تطور صادم يهز أركان كرة القدم الخليجية، يستعد 11 ناشئاً يمنياً مساء اليوم لخوض أهم 90 دقيقة في حياتهم، حاملين على أكتافهم الصغيرة آمال 30 مليون يمني في مواجهة نارية أمام الإمارات قد تحدد مصيرهم في بطولة كأس الخليج. الخبراء يحذرون: إما نشيد النصر وإحياء حلم التأهل، أو صمت الهزيمة والخروج المبكر من البطولة.
تحت أضواء ملعب سحيم بن حمد الساطعة في الدوحة، سيرتدي الناشئون اليمنيون زيهم الأحمر والأسود ليخوضوا معركة البقاء الحقيقية عند السادسة مساءً بتوقيت اليمن. الأرقام تتحدث بوضوح مؤلم: 0 نقاط لليمن مقابل 3 للإمارات بعد الجولة الأولى، مما يجعل هذه المباراة حرفياً مسألة حياة أو موت في البطولة. أحمد الصغير، لاعب الوسط اليمني البالغ 16 عاماً، يكشف عن توتره قائلاً: "أشعر وكأن قلبي سينفجر من شدة الضغط، لكننا مستعدون لنموت في الملعب من أجل اليمن."
وخلف هذه المواجهة الناريّة قصة كفاح استثنائية، حيث وصل المنتخب اليمني للناشئين إلى هذه البطولة رغم كل التحديات والظروف الصعبة التي يمر بها الوطن. الخسارة المؤلمة أمام قطر بهدف نظيف في الافتتاح تركت جرحاً عميقاً، فيما عزز فوز الإمارات على عمان بالنتيجة نفسها من قوة موقفها في المجموعة. المدرب سامر فضل، الذي تحدى كل الصعاب للوصول بفريقه إلى هذا المستوى، يؤكد: "الانضباط التكتيكي والالتزام بتعليمات الجهاز الفني هما مفتاح العبور نحو نتيجة إيجابية."
في الشوارع اليمنية، تستعد الحياة للتوقف تماماً خلال وقت المباراة، حيث ستغلق المحلات أبوابها وتتحول المقاهي والساحات إلى مراكز جماهيرية عملاقة. محمد الجماهيري، مشجع يمني سافر خصيصاً إلى الدوحة، يعبر عن مشاعره المتضاربة: "قلبي يرتجف كلما فكرت في هذه المباراة، هؤلاء الأطفال يحملون أحلام ملايين اليمنيين." المباراة التي ستشهد حضوراً تحكيمياً يمنياً بمشاركة الحكمين هيثم الوليدي ومصطفى عبدالغني، تمثل فرصة ذهبية لصنع ملحمة رياضية تتحدث عنها الأجيال.
وبينما تنتظر الجماهير اليمنية بقلوب مفعمة بالأمل والخوف، تبقى الأسئلة المصيرية معلقة في الهواء: هل سيتمكن هؤلاء الناشئون من كتابة تاريخ جديد لكرة القدم اليمنية مساء اليوم؟ أم ستنتهي رحلتهم مبكراً تاركة وراءها حسرة في قلوب الملايين؟ 90 دقيقة فقط تفصلنا عن معرفة الإجابة في مباراة لن ينساها التاريخ.
