يمثل صندوق الرعاية الاجتماعية في اليمن أملًا حقيقيًا لعديد من الأسر التي تعصف بها الأزمات الاقتصادية والإنسانية المروعة.
ومنذ تأسيسه عام 1996، يضطلع الصندوق بمهمة رئيسية تتمثل في تقديم الدعم المالي المباشر لمن هم في أشد الحاجة إليه، مما يساهم في تخفيف الضغوط المعيشية وتوفير شبكة أمان في أوقات الشدة.
ومع تزايد الضغوط الحياتية، يصبح من الضروري معرفة كيفية الوصول إلى المساعدات المقدمة وأيضًا فهم الفئات التي تستحق تلك المساعدات، في ظل الظروف المتزايدة الصعوبة التي تواجه اليمنيين يومًا بعد الآخر.
الفئات المستفيدة من المساعدات المالية:
يستهدف صندوق الرعاية الاجتماعية دعم الفئات الأكثر حاجة في المجتمع اليمني، بنهج شامل يضمن شمولية الدعم.
ومن بين المستفيدين، تبرز فئات الأيتام الذين فقدوا معيليهم والأسر التي تعاني من الفقر المدقع.
كما تمتد أيدي الدعم لتشمل النساء اللواتي يكافحن لإعالة أسرهن دون العون من رجل معيل،
بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا تقتصر المساعدات على هؤلاء، بل تشمل أيضًا الأسر التي فقدت معيلها بسبب الوفاة أو السجن،
وكذلك كبار السن الذين يجدون أنفسهم دون مساعدة أو رعاية،
والأفراد الذين تمت إعادتهم إلى المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة، ليواجهوا حتمية تأمين قوت يومهم دون دخل ثابت.
كيفية التقديم للحصول على المساعدات:
يتطلب التقديم للحصول على مساعدات صندوق الرعاية الاجتماعية الالتزام بمجموعة من الشروط تضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين.
أهم تلك الشروط هو عدم توفر الاحتياجات الأساسية للأسرة وتغيب أي مصدر دخل ثابت يُعول عليه. كذلك، يشترط الصندوق أن لا يكون مقدم الطلب مستفيدًا من برامج مشابهة لضمان عدالة توزيع الموارد.
تبدأ عملية التقديم بزيارة شخصية لأقرب فرع من فروع الصندوق المتوفرة في المحافظات اليمنية العديدة.
يتوجب على المتقدم تقديم الوثائق التي تثبت الاستحقاق، مثل بطاقة الهوية والوثائق الطبية عند الضرورة، إضافة إلى وثائق تثبت فقدان المعيل في حال وفاة المعيل.
في أعقاب تقديم الطلبات، تمر هذه الطلبات بمرحلة تقييم صارمة تُقرر من خلالها أهلية المتقدم لاستلام الدعم. تتأكد هذه العملية من حصول المحتاجين الحقيقيين على المساعدات قبل إقرار صرفها.
الجهود والشراكات لتعزيز الدعم:
لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، يسعى صندوق الرعاية الاجتماعية إلى بناء شراكات قوية وفعالة مع منظمات دولية.
وتعتبر الشراكة مع منظمة اليونيسف نموذجًا مثاليًا حيث تم تطوير برامج للتحويلات النقدية غير المشروطة بتمويل من البنك الدولي، والذي يهدف إلى دعم أكثر من 1.4 مليون عائلة.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم جهات إقليمية ودولية مختلفة في تسهيل هذه الجهود، بما في ذلك منظمة الجود العمانية وبيت الزكاة الكويتي، إلى جانب هيئة الإغاثة الأممية التي تقدم برامج دعم متنوعة للأسر الأكثر تضررًا، مما يساهم في تخفيف العبء المتزايد.
ويلعب صندوق الرعاية الاجتماعية اليمني دورًا محوريًا في توفير الأمان الاجتماعي للفئات الأكثر حاجة رغم التحديات الكبيرة.
وتستمر الجهود والشراكات في السعي نحو تحقيق أفضل النتائج لتقليل آثار الأزمات المتلاحقة، وذلك من خلال البرامج المتنوعة والدعم المستمر،
مما يعزز من وضع المجتمع واقتصاده المنهار، ويعطي بصيص أمل لمستقبل قد يكون أكثر إشراقًا، إذا ما استطاع الجميع التكاتف لإنجاح هذه الجهود.
