في خطوة تجسد الإصرار والتحدي، تم تأسيس أول فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف في اليمن، مستلهمًا روح الأمل من وسط الصعوبات.

ويشكل هذا الفريق بارقة أمل لذوي الإعاقات الحركية في البلاد، حيث يهدف إلى دمجهم في المجتمع عبر الرياضة، في ظل الظروف القاسية التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ سنوات.

الفكرة والتأسيس والهدف:

الفكرة بدأت مع جهاد البريهي، الذي تعرض لإصابة بليغة في عام 2017 بسبب سقوط قذيفة، مما أدى إلى بتر قدمه اليسرى وإصابة عينه اليمنى.

من رحم هذه المعاناة، ولدت فكرة تأسيس فريق لمبتوري الأطراف، حيث أعلن جهاد في ديسمبر 2024 من مدينة تعز عن تأسيس هذا الفريق، ليكون منصة لتمكين ذوي الإعاقة من ممارسة الرياضة.

ولم يكن تأسيس الفريق مجرد رد فعل على الظروف، بل هو جزء من مبادرة مجتمعية أوسع تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الرياضي، وتعزيز روح التحدي والإنجاز لديهم. المبادرة تسعى لإثبات أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق الأحلام، بل يمكن أن تكون دافعًا لتحقيق المزيد.

وفي ظل الظروف المحيطة بتأسيس الفريق في بلد كاليمن، يعاني من حرب مستمرة منذ عام 2015، فقد شهد هذه الفريق المعجزة، تزايدًا ملحوظًا في عدد مبتوري الأطراف نتيجة للصراع الدائر.

ووفقًا لتقارير دولية، فإن هناك حوالي 150 ألف شخص في اليمن بحاجة إلى خدمات الأطراف الصناعية، مما يبرز الحاجة الملحة لبرامج دعم ودمج لهذه الفئة في المجتمع.

وفي هذا السياق، تأتي مبادرة تأسيس فريق كرة القدم لمبتوري الأطراف كاستجابة طبيعية للظروف الصعبة، حيث كان ملعب الشهداء في مدينة تعز، مسرحًا لأول حصة تدريبية لهذا الفريق، مما يعكس رغبة المجتمع في توفير مساحات آمنة وملهمة لذوي الإعاقة لممارسة الرياضة.

ويهدف الفريق إلى تمكين ذوي الإعاقة الحركية من ممارسة الرياضة والمنافسة على مستويات مختلفة، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم فرصة للتفاعل الإيجابي مع المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى الفريق إلى نشر الوعي بأهمية دمج ذوي الإعاقة في الأنشطة الرياضية، كوسيلة لتعزيز التماسك الاجتماعي.

وقد يمتد التأثير المتوقع للفريق ليشمل المجتمع بأسره، حيث يمكن أن يكون مصدر إلهام للعديد من الأفراد، ويشجع على تبني مبادرات مماثلة في مجالات أخرى.

من خلال الرياضة، يمكن لذوي الإعاقة أن يظهروا قدراتهم ويثبتوا أن لديهم الكثير ليقدموه لمجتمعهم.

ويمكننا القول في هذا الاستعراض، أن مبادرة تأسيس فريق كرة القدم لمبتوري الأطراف في اليمن تمثل خطوة هامة نحو دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق أحلامهم.

حيث يواجه الفريق تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل والدعم اللوجستي، لكن الفرص المتاحة أمامهم كبيرة، ويمكن أن يكونوا نموذجًا يحتذى به في المنطقة، ويعززوا من روح التحدي والإصرار لدى الجميع.

---

* الصور نقلاً عن "الموقع بوست"