الرئيسية / شؤون محلية / فيضانات اليمن..هل تحققت نبوءة الرئيس الفرنسي الراحل “فرانسوا ميتران”؟
فيضانات اليمن..هل تحققت نبوءة الرئيس الفرنسي الراحل “فرانسوا ميتران”؟

فيضانات اليمن..هل تحققت نبوءة الرئيس الفرنسي الراحل “فرانسوا ميتران”؟

21 أغسطس 2020 01:27 مساء (يمن برس)

بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على عدد من المدن اليمنية، كُشف النقاب عن رسالة بعثها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في بداية التسعينات، إلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يتنبأ فيها ميتران، بأن اليمن سيصبح بلدا مطيرا وشديد الاخضرار.

 وتسببت الفيضانات التي شهدتها صنعاء وعدد من المدن التاريخية في حدوث أضرار بالغة في المواقع الأثرية في المدينة القديمة من العاصمة و”ناطحات السحاب” الطينية في شبام حضرموت وغيرهما من المدن المصنفة من قبل منظمة العلوم والتربية والثقافة، “يونسكو” من بين أهم المواقع الأثرية في العالم. وشهد سد مأرب شرق صنعاء أول فيضان خطير له منذ إنشائه قبل 34 عاماً ما يهدد أقدم وأكبر منطقة أثرية في البلاد.

ميتران بعث الرسالة وأرفقها بتقرير علمي طويل لمجموعة من الخبراء وعلماء الطقس الفرنسيين، يبشر ويحذر في آنٍ معاً بأن اليمن سيدخل مع المنطقة “بعد عقدين أو ثلاثة” في مرحلةٍ مداريةٍ ومناخية جديدة تجعله “بلداً مطيراً” و”شديد الاخضرار”.

وكانت أهم توصية في هذه الرسالة أن هذا الوضع قد يستمر لمدة 400 سنة، مع توقع أن يشهد النصف الجنوبي للكرة الأرضية الوضع ذاته، وأن ينحسر مستوى المطر عن النصف الشمالي من أوروبا.

بعد فترة سمع الناس في صنعاء عصر أحد الأيام انفجارا عظيماً أثار قلقاً خصوصاً أنه جاء في ذروة التوتر الأمني والأزمة السياسية بين الرئيس صالح ونائبه الإشتراكي الجنوبي على سالم البيض غير أنه اتضح لاحقاً أن ذلك الانفجار المفترض كان ناتجاً عن اختراق لحاجز الصوت من قبل طائرة “كونكورد” كانت تقل الرئيس ميتران في طريقه إلى إحدى الدول الإفريقية.

 

ربما علم ميتران بانزعاج بعض اليمنيين من ذلك فقدم الى صنعاء في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1993 في زيارة لليمن كانت الأولى والوحيدة حتى الآن لرئيس فرنسي وذلك بناء على رغبة منه، وليس بدعوة من صالح.

 

كان أكثر سؤال استرعى الانتباه في حديث الرئيس ميتران خلال لقائه مع صالح، هو استفساره عما سيتم اتخاذه من خطوات بناءً على نصيحته، لكن صالح الذي كان يعي بأنه يتحدث إلى مفكرٍ، مستشرقٍ، مهتمٍ بالبيئة، فيلسوف صاحب قراءات عميقة في مستقبل المناخ والأرض ويحتاج إلى جواب على سؤاله كان في واد آخر بسبب انشغال ذهنه بتعقيدات الأزمة مع غريمه “البيض” الذي كان بدوره يقوم بمغازلة باريس ملمحاً إلى استثمارات واعدة لها في الجنوب في حال دعمت مشروع انفصال الجنوب عن الشمال.

 

لم يكن ليلتها من الحاضرين في حضرة ميتران وفي وجود صالح من هو قادر على تذكير الضيف الكبير بأن اليمن بلدٌ فقير، ويحتاج إلى مساعدة فرنسا لمواجهة التحدي المناخي القادم مادياً وعلمياً.

 

لكن الأهم أن النبوءات تحققت إذ من كان يتصور أن نرى صنعاء ومدناً أخرى في الجزيرة العربية مهددة بمزيد المنخفضات الجوية، وتتساقط الثلوج حتى على مدن صحراوية منها، بينما لم نعد نرى الثلوج في لندن وباريس وغيرهما منذ أعوام. ولا نرى أمطارا بغزارة ما يهطل على أغلب مدن اليمن والجزيرة، بل من المرجح أن نشهد مزيداً من تغيرات المناخ الأخرى بسبب استمرار ذوبان القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.

 

(القدس العربي)

شارك الخبر