في تطور مفاجئ هز المملكة من شمالها لجنوبها، يحذر المركز الوطني للأرصاد من عاصفة رعدية ضخمة تجتاح 9 مناطق سعودية بقوة تفوق 50 كيلومتراً في الساعة - سرعة كافية لقلب سيارة صغيرة! هذه ليست مجرد أمطار عادية، بل كارثة جوية حقيقية تهدد حياة ملايين المواطنين. الخبراء يصرخون: السيول قادمة خلال ساعات، والوقت ينفد سريعاً لاتخاذ الاحتياطات اللازمة!
في مشهد مرعب يذكرنا بأفلام الكوارث، تتجه رياح عاتية محملة بالبرد والأمطار الغزيرة نحو عسير والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وحائل والحدود الشمالية. د. سارة المطيري، خبيرة الأرصاد في المركز الوطني، تؤكد: "ما نشهده اليوم استثنائي بكل المقاييس - أمواج تفوق المترين وضباب كثيف يحجب الرؤية". أحمد الغامدي، سائق توصيل من أبها، يروي بصوت مرتجف: "ألغيت جميع رحلاتي اليوم.. الطرق تحولت لأنهار جارفة والبرد يقصف سيارتي كالرصاص!"
هذه العاصفة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تكون منخفض جوي قوي تأثر بمياه البحر الأحمر والخليج العربي والتضاريس الجبلية الوعرة. الأمر يذكرنا بعاصفة 2018 الشهيرة التي شلت مطارات الرياض وتسببت في خسائر بالملايين، لكن خبراء المناخ يؤكدون أن عاصفة اليوم أشد ضراوة وأوسع انتشاراً. د. محمد الحربي، أستاذ علم المناخ، يحذر: "نحن أمام نمط مناخي طبيعي لكن بقوة استثنائية غير مسبوقة منذ عقود".
بينما يبحث المواطنون عن ملاذ آمن، تتضارب المشاعر بين الخوف والترقب. المزارعون متفائلون لأن هذه الأمطار ستنعش الأراضي الزراعية والمراعي، بينما السائقون والعمالة الخارجية يعيشون كابوساً حقيقياً. فاطمة الزهراني من الباحة تصف المشهد المرعب: "البرد يتساقط بحجم كرات الجولف أمام منزلي، والرياح تعوي كالوحوش المفترسة". أكثر من 800 ألف كيلومتر مربع تحت رحمة الطبيعة الغاضبة - مساحة تفوق مساحة تركيا بأكملها!
الساعات القادمة حاسمة - خبراء الأرصاد يتوقعون تحسناً تدريجياً بحلول الثلاثاء، لكن التأثيرات ستستمر أياماً طويلة. الرسالة واضحة: ابقوا في أماكن آمنة، تجنبوا المخاطرة بأرواحكم، وتابعوا التحديثات كل دقيقة. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل أنت مستعد لمواجهة غضب الطبيعة؟ لأن السيول لا تنتظر أحداً، والدقائق القادمة قد تكون الفاصل بين النجاة والكارثة!