في قلب أقدس بقعة على وجه الأرض، حيث يصلي مليونا مسلم يومياً، أعلن الديوان الملكي السعودي نبأ انتقال صاحبة السمو الملكي الأميرة وفاء بنت بندر بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود إلى رحمة الله تعالى. غداً الثلاثاء، بعد صلاة المغرب مباشرة، سيشهد المسجد الحرام بمكة المكرمة مراسم استثنائية لم تتكرر منذ أشهر، عندما تُقام الصلاة على فقيدة آل سعود في أطهر بقاع الأرض.
تفاصيل الإعلان الرسمي كشفت أن الصلاة ستقام يوم الثلاثاء الموافق 20/5/1447هـ، في المسجد الحرام الذي يمتد على مساحة تزيد عن 70 ملعب كرة قدم. "تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنها فسيح جناته" جاء في البيان الملكي، بينما عبر أحمد السعدي، موظف حكومي، عن مشاعره قائلاً: "الأميرة كانت رمزاً للأخلاق والتقاليد الأصيلة، وفقدانها خسارة لنا جميعاً."
تقاليد آل سعود في إعلان الوفيات عبر الديوان الملكي تعود لأكثر من 90 عاماً، وتعكس احترام العائلة المالكة للتقاليد الإسلامية العريقة. د. عبدالرحمن الناصر، خبير الشؤون الملكية، أوضح أن "اختيار المسجد الحرام للصلاة يعكس المكانة الدينية الخاصة للمتوفاة"، مقارناً الحدث بوفيات أفراد العائلة المالكة في السنوات الماضية، حيث تحظى هذه المراسم بتقدير شعبي واسع.
الحدث سيؤثر على الحياة اليومية للسعوديين الذين اعتادوا على مشاركة العائلة المالكة أفراحها وأحزانها. فاطمة المحمدي من سكان مكة عبرت عن مشاعرها: "شعرت بحزن عميق عندما سمعت الخبر، وكأننا فقدنا أماً أو أختاً." المتوقع أن تشهد الأيام القادمة فترة حداد قصيرة، مع تدفق التعازي من المواطنين والمقيمين، بينما يُنصح بضرورة احترام خصوصية العائلة الملكية في هذه الظروف الحزينة.
الشيخ محمد العتيبي أكد أن "الصلاة في المسجد الحرام شرف لا يُقدر بثمن"، مذكراً بأن هذا المكان المبارك سيحتضن غداً مراسم تليق بمكانة فقيدة آل سعود. "إنا لله وإنا إليه راجعون" - كلمات ستتردد في أقدس بقاع الأرض، فكيف نحافظ على ذكرى من غادرونا بكرامة واحترام يليق بهم وبتقاليدنا الإسلامية العريقة؟