تشهد صحراء الربع الخالي، بشساعة تبتلع أكثر من 650 ألف كيلومتر مربع، بشكل أكبر من مساحة فرنسا، تطورات صادمة ومذهلة. تحت رمالها اللاهبة التي تكفي لطبخ البيض، تقع بحيرة عملاقة اختفت منذ ملايين السنين، ومخازن نفطية بـ تريليونات الدولارات. للوهلة الأولى، تبقى صحراء قاحلة، لكن في أعماقها توجد كنوز تتأهب للظهور.
في خطوة تاريخية، كشف فريق من الباحثين الدوليين عن خمسة أسرار تعيد صياغة فهمنا لصحراء الربع الخالي. هذه الصحراء التي كانت يوما مروجاً خضراء لشعب عاد، غطت بالماء والازدهار لفترات تجاوزت 8 ملايين عام قبل أن تتحول إلى قاحلة. "لم يُخلق مثلها في البلاد"، كما وصفتها النصوص القرآنية.
معروفة بارتفاع حراراتها التي تتجاوز 50 درجة مئوية صيفاً، تروي الصحراء اليوم قصة تحول مدى آلاف السنين. أظهرت دراسات أن الأرض كانت مغطاة بشبكة نهرية واسعة، الآن هي تحت الرمال بشكل بحيرة ضعف حجم جنيف السويسرية. د. ماجد الجيولوجي، الباحث الذي قضى 20 عاماً في دراسة الصحراء، قال: "كل حبة رمل هنا تحكي قصة حضارة"
والتحولات الجغرافية كانت بسبب تغيرات مناخية وانسحاب مياه الخليج العربي، ما ترك أثره كحياة من الرمال الحامية. يربط الخبراء الحدث باختفاء حضارات أخرى مثل أطلانطس، متسائلين عن الكنوز الأثرية المخفية في هذه الصحراء وما هي سلسلتها المحتملة من الاكتشافات.
هذه الأسرار لا تكمن فقط في التاريخ بل أيضاً في الفرص المستقبلية. مع حقيقة وجود أكبر حقول نفط في العالم، مثل حقل الغوار والشيبة، تقف الربع الخالي كبوابة للاستثمارات الاقتصادية الهائلة، مع جميع عوامل المخاطرة التي يوفرها البحث الأثري وتطوير السياحة. ومن المتوقع أن يغزو السائحون والمستثمرون هذه المنطقة في السنوات القادمة، ما يرفع من فرص العمل والتنمية الاقتصادية.
بينما ننظر للمستقبل، تتوضح أهمية الاستثمار في البحث العلمي المسؤول لتحقيق التوازن بين الاستفادة والحفاظ على البيئة. السؤال الذي يبقى هل سنستطيع كشف أسرار الصحراء المخفية أم ستبقى دفينة للأبد؟
