أوضحت مصادر، بوزارة التربية والتعليم اليمنية، أسباب ارتفاع معدلات النجاح لطلاب الثانوية العامة في قسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي الماضي، والتي كانت نتائجها عالية بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي أثار سخرية وامتعاض كثير من اليمنيين.
وجاءت نتائج الطلاب في معظمها أعلى من المعدلات الطبيعية، كما تأخر إعلان النتائج طوال تلك الفترة بسبب الظروف، التي تمر بها البلاد.
وقال مدير عام مكتب نائب وزير التربية والتعليم باليمن، أنيس ياسين، إن هذه النتائج طبيعية نتيجة سهولة الاختبارات، التي وضِعت مراعاة لظروف الحرب والأوضاع الصعبة الناجمة عنها، مشيراً إلى أن الطلاب أكدوا أنها امتحانات سهلة في حينها.
وأضاف ياسين، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن الطلاب واجهوا صعوبات وتحديات كثيرة جعلت الوزارة تفكر في بعض الإجراءات لتخفيف الضغوط النفسية والبيئية بسبب تداعيات الحرب، حيث "حددت الوزارة للطلاب قبيل الامتحانات مقررا محدودا مصغرا، واختصرت المنهج الدراسي إلى أكثر من النصف. كما جاءت الأسئلة اختيارية في جميع المواد، ليُطلب من الطالب الإجابة عن أربعة أسئلة من بين ستة وجميع الأسئلة من مقرر النصف الدراسي الأول.
ومن الأسباب التي ساعدت على تفوق الطلاب وحصولهم على معدلات مرتفعة، بحسب ياسين، أنه "تم تصحيح الامتحانات من 80 درجة من مائة، وتم منح جميع الطلاب 20 درجة مقابل اختبارين يتقدم لهما الطالب خلال العام على مستوى المدرسة". لكن الحرب والظروف، التي تمر بها البلاد، أعاقت تنفيذ هذا الإجراء وهو ما جعل الوزارة "تتعامل بمرونة عالية مع هذه العشرين الدرجة وكانت عاملا مهما في رفع المعدلات".
ولم يستثن المسؤول اليمني ظاهرة الغش كأحد الأسباب، التي ساعدت على ارتفاع معدلات الطلاب لهذا العام، مشيرا إلى أن "الغش في تزايد مستمر عاما بعد عام، وما زالت الوزارة تقف عاجزة أمام معالجة الإجراءات المتشابكة والمعقدة جدا". لكنه أكد أن ظاهرة الغش المرافقة لاختبارات الثانوية العامة، "لم تكن محصورة على هذا العام الدراسي بل صاحبت اختبارات الأعوام، التي مضت وبمستويات متقاربة".
ونوه ياسين إلى أن نتائج الثانوية العامة هذا العام، "هي واحدة من النتائج المترتبة على حالة الحرب والضياع التي تعصف بالبلاد"، مؤكدا أن الإنجاز الأهم هو أن "الطلاب والطالبات توجهوا إلى قاعات الاختبار وسط جحيم الاحتراب والاقتتال والرعب، الذي طاول كل شيء، وفي ظل حالة الحرب، التي تعيشها البلاد، حيث يصبح النظر في طبيعة النتائج التي تمخضت عن عملية اختبارية، جرت في ظل أوضاع كهذه، أمرا هامشيا إلى حد ما"، بحسب قوله.
وقلل ياسين من إمكانية استثمار المعدل المرتفع الذي حصل عليه الطالب أو الطالبة هذا العام ما لم يكن عن جدارة واستحقاق، "فالمراحل القادمة التي تنتظر الطلاب كفيلة بالتخلص من الفاشلين وكشفهم وعدم الإبقاء إلا على الأجدر".
وكانت وزارة التربية والتعليم، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، قد أعلنت الخميس الماضي نتائج امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2014/ 2015، بنسبة نجاح بلغت 88 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جداً ولم تكن تتحقق في سنوات ماضية.
وقالت الوزارة إن "إجمالي عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة، بقسميها العلمي والأدبي، بلغ 251 ألفاً و987 طالباً، فيما رسب في الامتحانات 27 ألفاً و636 طالباً".
يذكر أن ستة ملايين طالب تعرضوا للكثير من الضغوط النفسية والصحية والبيئية المحيطة، بسبب الحرب القائمة منذ شهر مارس/ آذار الماضي. وكان من أبرز تلك التحديات نزوح أكثر من 2.5 مليونَي شخص إلى مناطق أخرى ضمن 20 محافظة من إجمالي 22 محافظة يمنية، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل أصوات الانفجارات القوية وتكرار انقطاع الكهرباء في عموم البلاد، بالإضافة إلى غياب المعلمين والكتاب المدرسي وتدمير المدارس.