الرئيسية / تقارير وحوارات / هل انتهى عصر العمل في المكاتب؟(تقرير)
هل انتهى عصر العمل في المكاتب؟(تقرير)

هل انتهى عصر العمل في المكاتب؟(تقرير)

27 مايو 2020 07:47 صباحا (يمن برس)

قبل تفشي فيروس كورونا، كان الملايين منا يقضي ثلث وقته في مكاتب العمل. ولكن منذ أن دخل الإغلاق العام حيز التنفيذ في المملكة المتحدة، يقول نحو نصف القوى العاملة في المملكة إنهم يعملون في منازلهم. كما ألمحت بعض الشركات إلى أن ذلك قد يصبح أسلوباً معتمداً للعمل مستقبلاً.

 

وقال رئيس "بنك باركليز" إن "فكرة زجّ سبعة آلاف موظف في مبنى واحد قد تصبح في طيات الماضي "، في حين قال رئيس بنك "مورغان ستانلي" إنه سيكون لدى البنك نسبة عقارات أقل بكثير.

 

وقال رجل الأعمال السير مارتن سوريل، إنه يفضل استثمار 35 مليون جنيه إسترليني في توظيف الناس وتطوير مهاراتهم بدلاً من الاستثمار في مباني المكاتب وتجهيزاتها المكلفة.

 

وقال في حوار مع بي بي سي، عبر برنامج اليوم على راديو 4: "للأسف، قد نشعر ببعض الغموض حيال ذلك، لكني أعتقد على الأرجح أن المكاتب لن تعود كما كانت عليه، وسيصبح الشكل الذي كانت عليه شيئاً من الماضي".

 

"كنت أدردش مع شخص يعمل في وسيلة إعلام رئيسية الأسبوع الماضي، وقال: كان لديهم 1400 موظف يأتون إلى هذا المبنى يومياً، أما في الأسابيع الثمانية الماضية، فانخفض عددهم إلى ثلاثين شخص فقط، ولم يؤثر ذلك على إنتاجية العمل".

 

وأضاف: "إنه من السذاجة أن يعتقد أي شخص بأن الأمور ستعود إلى سابق عهدها".

 

ويقول البروفسور أندريه سبايسر ، من كلية "كاس" لإدارة الأعمال بجامعة سيتي بلندن، إن نهاية مرحلة العمل في المكاتب غير واضحة بعد. ويتوقع "انخفاضاً جذرياً" في مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في المكتب، لكنه يقول إن العمل في المكتب لن ينتهي إلى الأبد.

 

قلق

 

ويعتقد أن أحد الأسباب، هو أنه قد لا يحظى العاملون في المنازل بترقية وظيفية وقد يُهملون بسرعة. لذلك، ومع طرق الركود لباب المستقبل، قد يرغب الناس في أن يكونوا ظاهرين للعيان .

 

ويضيف: "سيبدأ الناس بالتفكير بشكل خاص في أوقات الأزمات الاقتصادية - أريد أن أكون في مكان العمل، ويجب أن يراني المدير".

 

ويلمح سبايسر أيضاً إلى أن المكاتب ستبقى مقرات لكبار المديرين في حين يسافر الموظفون مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع للقاء رؤسائهم.

 

و يبدو أن هذا يشبه خطة تويتر، مما يسمح للموظفين بالعمل من المنزل إلى الأبد، رغم إبقاء أبواب المكاتب مفتوحة أمام من يرغب القدوم إليها.

 

إن العمل في المنزل ليس بجديد، لقد كان اعتماده في تصاعد في العقود الأخيرة، وقد حاولت العديد من الشركات بالفعل توفير المال المدفوع لإيجار المكاتب من خلال توظيف مساحات عمل مشتركة.

 

ويقول البروفيسور سبايسر: "أعتقد أن التكلفة محرك كبير، فالكثير من الشركات ستقول إننا ننفق كل هذه الأموال على الإيجارات لذا دعونا ننتقل إلى توظيف المزيد من العمال للعمل في المنزل وهذا فعلياً ما يحدث الآن".

 

كيف سيؤثر ذلك علينا؟

 

اكتشف الكثيرون منا بالفعل بعض امتيازات ومشكلات العمل من المنزل. بعضها واضحة مثل عدم الاضطرار إلى رحلة التنقل اليومية إلى العمل وفرص أقل للاختلاط مع زملاء العمل، لكن آخرين ذهبوا إلى صميم المشكلة.

 

تقول لوسي كيلاواي، التي ألفت كتباً خيالية وواقعية عن المكاتب: "أعتقد أننا يجب أن نبكي على ما سنفقده، إن أهم شيء في وجودنا في المكتب هو أنه يعطي قيمة لما نقوم به. دعنا نقولها صراحة، فمعظم ما نقوم به على أجهزة الكمبيوتر المحمولة لا معنى له إلى حد كبير".

 

"إن أفضل طريقة للتفكير هي أن هناك نقطة ما تتمثل في وجود أشخاص آخرين يجلسون من حولك ويفعلون نفس الشيء الذي تقوم به".

 

وتضيف أن المكاتب تبقينا سليمين عقلياً وتمنحنا روتيناً يومياً، فبمجرد وصولنا إلى مكاتبنا، نتحول إلى أشخاص مختلفين".

 

" لا أعرف ماذا عنك ...ولكنني أشعر بالضجر والملل من أن أكون نفس الشخص طوال اليوم وأنا أتجول في المنزل. فأنا أريد أن أرتدي ملابس مختلفة وأذهب إلى مكتب العمل وأرى أشخاصًا مختلفين الذين أصبحوا أصدقائي ويضحكون من الصميم عندما أكون هناك ".

 

ما أكثر الوظائف تضررًا في مصر بسبب فيروس كورونا؟

 

ويقول البروفسور سبايسر إن الدراسات تظهر أن الأشخاص الذين يعملون من المنزل أكثر إنتاجية وسعادة، خاصة بدون تنقل، الذي يعد أحد العوامل الرئيسية في جعل الناس غير سعداء.

 

ويستشهد سبايسر بدراسة قائلاً: "من ضمن سلبيات العمل في المنزل، هو أن العاملين في المنازل يشعرون أنهم "في المنفى" وبالتالي يصبحون "بحاجة إلى رؤسائهم".

 

"تصبح وظيفتهم الرئيسية لفت انتباه رئيسهم. إنها الرغبة في أن يُشاهدوا وهم يقومون بأداء المهام، وعندما لا يظهر الشخص بالصورة التي يريدها، ينتابه شعور مقلق ومربك. وهذا جانب سلبي للموظفين وأرباب العمل على حدٍ سواء".

 

لا مساواة

 

وثمة عيب آخر يتمثل في خطر من أن يؤدي العمل في المنزل إلى "تفاقم عدم المساواة" ، كما يقول سبايسر. فعلى سبيل المثال سيكون هناك فرقاً بين أولئك الذين لديهم مساحة أكبر في المنزل وبين الآخرين 

شارك الخبر