أكد وزير الأوقاف اليمني السابق القاضي حمود الهتار أن السلطة في بلاده ستفشل في تحقيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وأن الإرهاب في اليمن لا يحتاج إلى قوة لمكافحته، بل يحتاج إلى الحوار والمناصحة مستدلاً ببرنامج المناصحة الذي تقوم به المملكة العربية السعودية".. مشيراً الى « أن ما يحدث في صعدة هو حدث سياسي بامتياز ولا علاقة للقبيلة ولا الدين بما يحدث هناك».
وقال الهتار في تصريحات نشرتها صحيفة (الشرق السعودية) «بين الوحدة والتشظي والحرب والسلام والحرية والاستبداد، يجد الحوثيون والقاعديون فرصتهم لتحقيق أحلامهم في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن»... مضيفاً « أن الجماعات المسلحة في أي بلد يمكنها أن تثير الفوضى، ولكن ليس بإمكانها أن تحكم، وكذلك فالجماعات المسلحة في اليمن بإمكانها أن تثير الرعب ولكن ليس بإمكانها أن تحكم اليمن، وهذا ما ينطبق بشكل خاص على تنظيم القاعدة».
ونوه إلى أن الحوثيين لديهم أجندة خاصة، لكن الطريق الذي سلكوه لا يمكن أن يوصلهم إلى ما يتمنونه وهو إعادة النظام الإمامي في اليمن.
وحول تقسيم اليمن إلى أقاليم أوضح الهتار«أن الأقاليم صيغة إدارية يمكنها أن تحقق التنمية إذا ما وجدت إرادة قوية وإدارة حكيمة». مضيفاً «أن مخرجات الحوار وإن كانت مثلت الحدود الدنيا لمتطلبات الشعب اليمني إلا أنها دون إرادة سياسية قوية وإدارة فاعلة لا يمكنها أن تنقل اليمن من الأوضاع الراهنة إلى أوضاع أفضل».
وقال الهتار« إن السلطة الحالية ستفشل في تنفيذ مخرجات الحوار، كما فشلت في تنفيذ ما ورد في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، التي اشتملت على برنامج تحول سياسي اقتصادي ثقافي إداري اجتماعي، والسلطة الحالية فشلت في التنفيذ فشلاً ذريعاً، وأرجع سبب الفشل إلى غياب الإرادة السياسية وغياب الخبرة والكفاءة».
وبيَّن القاضي الهتار في تصريحات لصحيفة (الشرق) السعودية « أن اليمن كغيرها من الدول، التي عانت من الإرهاب ولكن السلطة الموجودة لا تعرف سوى استخدام القوة في مواجهة الإرهاب والقوة وحدها غير كافية للقضاء عليه، ولو أنها أخذت بمنهج الحوار الذي بدأته اليمن في عام 2008م وقدمت المملكة العربية السعودية نموذجاً رائعاً بالمناصحة لتحقيق وتجسيد الحوار الفكري لإنهاء الأفكار المتطرفة لنجحت في محاربة الإرهاب».
واعتبر القاضي « أن الإرهاب ومكافحته يجب أن تسير على خطين متوازيين: الخط الفكري ويتمثل في الحوار والمناصحة ومراجعة المناهج وترسيخ الوسطية والاعتدال فيها والخط الأمني يتطلب منع الجريمة قبل وقوعها أو تعقبها بشكل صحيح وتقديم مرتكبيها للعدالة والاعتماد على أي من الخطين دون الآخر لن يحقق النتائج المرجوة».
وشدد الهتار على أنه في ظل غياب الدولة نتوقع إنشاء عديد من التحالفات، ولكن إذا وجدت الدولة فإن الناس سيخضعون لأوامرها... مشيراً الى أن « الشعب اليمني شعب مسلم يحكمه الإسلام وفيه من العادات والتقاليد الحميدة ما يمكن أن يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي يمكن أن يتعاون الناس في هذا الإطار، ولكن ما جرى ويجري في حاشد هو حدث سياسي بامتياز لا علاقة للقبيلة أو الدين فيه، وهو عمل سياسي بحت تحركه أيادٍ من الداخل ومن الخارج».
ورأى وزير الأوقاف اليمني أن الأزمة في اليمن قد تنتهي ولن تستمر، فالهدف تحقق ويمكن أن تنتهي حلقات الصراع في صعدة... معللاً بـ«أن أية حشود غير حكومية محكوم عليها بالفشل تماماً، وإذا كانت قد حققت نجاحاً في هذا الجانب أو ذاك فإنها ستصاب بهزائم قادمة»، وقال: «إن ما حدث في صعدة هو تعاون بين الحوثي وأطراف عديدة وليس الحوثي الذي لم يكن قادراً بمفرده على التحشيد لمعارك صعدة»... مؤكداً إن الإعلام هو أحد الأسلحة التي تلعب دوراً كبيراً فيما يحدث في اليمن».
وختم القاضي في حديثه بالتوجه بالشكر للمملكة قيادة وحكومة وشعباً على وقوفهم مع الشعب اليمني، وأضاف موجهاً كلامه لأبناء اليمن «إخواني في اليمن إذا لم تتعاونوا مع أنفسكم فلن يتعاون معكم أحد».