"المجلس الانتقالي الجنوبي سيفجّر الأوضاع في جميع المحافظات المحررة" - بهذه الكلمات الصادمة هزّ الصحفي السعودي البارز عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ، أروقة صنع القرار في الخليج، مُطلقاً أخطر تحذير سعودي منذ سنوات حول مستقبل الاستقرار في جنوب اليمن.
التصريح الاستثنائي، الذي يحمل في طياته قراءة رسمية غير معلنة لموقف الرياض، جاء وسط تصاعد مُقلق للتوترات في حضرموت والمهرة، حيث تتصارع مصالح محلية وإقليمية تهدد بتدمير سنوات من جهود التهدئة التي رعتها دول التحالف العربي.
الإنذار السعودي يكشف عن مخاوف عميقة من تحوّل المجلس الانتقالي إلى عامل تعقيد بدلاً من كونه جزءاً من الحل، خاصة في ظل المساعي الحثيثة لإنقاذ المؤسسات الحكومية المتبقية من خلال تقارب غير مسبوق بين الرئاسة اليمنية ودول الجوار.
تحرك دبلوماسي عاجل اجتاح عواصم إقليمية ودولية رئيسية - الرياض وواشنطن والقاهرة - بنداءات علنية وخاصة تدعو لضبط النفس واحترام اتفاقي الرياض والرياض التكميلي، اللذين يُشكلان الإطار المرجعي لأي ترتيبات مستقبلية.
التحذير يأتي في لحظة بالغة الحساسية قد تحدد مصير مسار الحل السياسي الشامل الذي ترعاه المبادرة الخليجية والمبعوث الأممي، حيث أي تصرف انفرادي من المجلس الانتقالي قد يُلغي مكاسب استراتيجية تحققت بجهود مضنية على مدى سنوات.
