في تطور مطمئن يكشف عن مستوى الرقابة المتقدمة على مياه الشرب، أجرى المهندس مصطفى الشيمي رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى زيارة تفتيشية مفاجئة لمحطة مياه الروضة التي تخدم 439 ألف مواطن يومياً، في خطوة تؤكد الحرص على ضمان جودة كل قطرة ماء تصل إلى المنازل. هذه الزيارة غير المعلنة كشفت مدى دقة عمليات المراقبة والصيانة في عصر تتزايد فيه المخاوف العالمية من جودة مياه الشرب.
شملت الجولة التفتيشية فحصاً شاملاً لمنظومات التنقية والضخ في المحطة التي تنتج 180 ألف متر مكعب يومياً - حجم يكفي لملء 72 حمام سباحة أولمبي. "ضمان ضخ مياه آمنة وذات جودة عالية للمواطنين دون أي انقطاعات" كانت كلمات الشيمي التي عكست حجم المسؤولية الملقاة على عاتق فريق العمل. محمد السيد، فني بالمحطة منذ 15 عاماً، يشعر بالفخر لخدمة مئات الآلاف من المواطنين يومياً، مؤكداً أن كل قطرة ماء تمر عبر فحوصات دقيقة قبل وصولها للمنازل.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية طموحة للمتابعة المستمرة تذكرنا بمشاريع المياه العملاقة في الحضارات القديمة، لكن بتقنيات عصرية متطورة. الخبراء يشيرون إلى أن برامج الصيانة الدورية باتت ضرورة حتمية مع تزايد الطلب على المياه وارتفاع معايير الجودة العالمية. د. هالة عبدالرحمن، خبيرة البيئة، تؤكد أن المراقبة المستمرة لا تضمن فقط جودة المياه بل تحمي الصحة العامة لمئات الآلاف من المواطنين.
النتائج المطمئنة للزيارة تعني أن سكان المعادي وعين الصيرة ومنشية ناصر والمقطم يمكنهم الاستمرار في الاعتماد على مياه آمنة ونظيفة على مدار الساعة. أحمد محمود، أب لثلاثة أطفال من المعادي، يعبر عن امتنانه: "نحمد الله أن المياه تصلنا نظيفة 24 ساعة، وهذا شيء لا يقدر بثمن خاصة مع وجود أطفال في المنزل". هذا المستوى من الخدمة يوفر على الدولة مليارات الجنيهات من تكاليف علاج الأمراض المرتبطة بتلوث المياه، ويعزز من جودة الحياة لنصف مليون مواطن.
المحطة التي تعمل مثل قلب عملاق يضخ الحياة على مساحة 10 أفدنة، تمثل نموذجاً للتطوير المستمر في قطاع المياه المصري. الاستثمار في البنية التحتية والصيانة الدورية يضمن استدامة الخدمة للأجيال القادمة، كما أكد الشيمي على أهمية التكاتف بين جميع العاملين للحفاظ على هذا المستوى المتميز من الخدمة. هل تساءلت يوماً عن الجهد المبذول والتقنيات المتطورة التي تضمن نقاء كل قطرة ماء تشربها؟
