في تطور يُسطر فصلاً جديداً من الرفاهية الاجتماعية، فاجأ برنامج حساب المواطن اليوم 9.8 مليون مواطن بإيداع 3 مليارات ريال في حساباتهم ضمن الدفعة السابعة والتسعين. في الوقت الذي تقرأ فيه هذا الخبر، وصل الدعم لحساب أسرة سعودية كل 3 ثوانٍ، محققاً رقماً تاريخياً يضع المملكة في مقدمة الدول الداعمة لشعوبها.

آلاف الأسر تتنفس الصعداء مع وصول شريان الحياة الشهري، حيث كشف عبدالله الهاجري، مدير عام التواصل للبرنامج، عن أرقام مذهلة: "72% من المستفيدين حصلوا على الدعم في هذه الدفعة، وبلغ متوسط دعم الأسرة الواحدة 1474 ريالاً". أحمد العتيبي، رب أسرة مكونة من 5 أفراد، يعبر عن امتنانه: "هذا المبلغ يعني لنا الكثير، إنه يغطي احتياجاتنا الأساسية ويمنحنا الأمان".

يأتي هذا الإنجاز ضمن مسيرة استثنائية بدأت منذ انطلاق البرنامج، حيث وصل إجمالي المدفوع إلى أكثر من 262 مليار ريال - رقم فلكي يعادل ميزانية دولة متوسطة الحجم. البرنامج، الذي يُعد جزءاً من رؤية 2030 لتحسين جودة الحياة، يواجه تحديات ارتفاع تكاليف المعيشة العالمية بحلول عملية ومؤثرة. الخبراء الاقتصاديون يتوقعون انتعاشاً في السوق المحلي، خاصة مع استفادة أكثر من 2 مليون رب أسرة يشكلون 86% من المستفيدين.

التأثير يتجاوز الأرقام إلى الحياة اليومية، حيث تشهد محلات البقالة والأسواق ازدحاماً ملحوظاً بعد نزول الراتب، وتتحسن القدرة الشرائية للأسر المحتاجة. فاطمة السالم، أرملة لديها 3 أطفال، تؤكد: "أنتظر هذا التاريخ كل شهر، إنه يمكنني من تغطية مصاريف المدرسة والطعام لأطفالي". النتائج المتوقعة تشمل تحسناً مستداماً في الوضع المعيشي وزيادة في الإنفاق الاستهلاكي، مما يحفز النمو الاقتصادي المحلي.

مع الدفعة الـ97 التي تحقق إنجازاً تاريخياً جديداً، يؤكد برنامج حساب المواطن أنه أكبر برنامج دعم اجتماعي في تاريخ المنطقة. استمرار هذا البرنامج بانتظام الساعة السويسرية يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في التعليم والتطوير الذاتي. هل نحن أمام بداية عصر جديد من الرفاهية الاجتماعية التي تضع المواطن في المقدمة؟