الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: كينيا تُصدم الأسواق بالقرار التاسع المتتالي - خفض الفوائد لـ 9% رغم التحديات الاقتصادية الخطيرة!
عاجل: كينيا تُصدم الأسواق بالقرار التاسع المتتالي - خفض الفوائد لـ 9% رغم التحديات الاقتصادية الخطيرة!

عاجل: كينيا تُصدم الأسواق بالقرار التاسع المتتالي - خفض الفوائد لـ 9% رغم التحديات الاقتصادية الخطيرة!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 10 ديسمبر 2025 الساعة 03:30 مساءاً

للمرة التاسعة في 9 أشهر فقط، تصدم كينيا العالم برقم لم تحققه أي دولة إفريقية من قبل - خفض أسعار الفوائد إلى 9.0% في قرار صاعق اتخذه البنك المركزي أمس. بينما ترفع البنوك المركزية العالمية الفوائد، تفعل كينيا العكس تماماً في مغامرة اقتصادية محفوفة بالمخاطر قد تغير خريطة الاستثمار في شرق إفريقيا خلال الـ48 ساعة القادمة.

خفض تاريخي بـ25 نقطة أساس ليصل سعر الإقراض إلى أدنى مستوياته، في استراتيجية جريئة لتحفيز أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا رغم تحديات مناخية خطيرة. "هذا الخفض سيعزز جهودنا لدعم النشاط الاقتصادي" أعلن البنك المركزي وسط موجة من التفاؤل الحذر. فاطمة أوكيلو، رائدة أعمال عمرها 32 عاماً، لا تخفي حماسها: "أخيراً سأتمكن من توسيع مشروعي التقني بتكلفة معقولة"، بينما تمتلئ البنوك بأصوات آلات الطباعة وهي تجهز عقود القروض الجديدة.

هذه الاستراتيجية النقدية الثورية بدأت منذ بداية العام كرهان جريء على تحفيز الاقتصاد وسط تحديات إقليمية ومناخية قاسية. آخر مرة شهدت فيها منطقة خفوضات متتالية بهذا الشكل كان في البرازيل خلال أزمة 2008، لكن كينيا تسبح عكس التيار العالمي. د. جوزيف موانجي، الاقتصادي في جامعة نيروبي يؤكد: "هذه السياسة النقدية الجريئة تضع كينيا في موقع فريد بين الاقتصادات الناشئة". البنك المركزي يتوقع نمواً بـ5.2% هذا العام و5.5% العام المقبل، أرقام تحسدها عليها الدول المتقدمة.

لكن خلف هذا التفاؤل تختبئ مخاوف حقيقية، فـأحمد موسى، المزارع الكيني البالغ 45 عاماً، يراقب السماء بقلق بالغ: "موجة الجفاف المحتملة قد تدمر محصولي للموسم الثالث على التوالي". انخفاض أقساط القروض سيساعد المواطنين، لكن ارتفاع عجز الحساب الجاري المتوقع من 1.7% إلى 2.3% يثير قلق الخبراء. مريم حسن، صاحبة مطعم صغير، تشعر بالإثارة: "أخيراً سأتمكن من توسيع مطعمي دون خوف من الفوائد المرتفعة"، بينما تملأ رائحة الأوراق النقدية الجديدة أروقة البنوك في نيروبي.

هذا القرار التاسع المتتالي يضع كينيا على مفترق طرق حاسم - إما تحقيق معجزة اقتصادية بنمو 5.5% دون تضخم مدمر، أو مواجهة عواقب وخيمة إذا فشلت في إدارة التوازن الدقيق بين التحفيز والاستقرار. العيون مركزة الآن على كيفية تعامل أكبر اقتصادات شرق إفريقيا مع تحدي المناخ المقبل. السؤال المحوري الآن: هل ستصمد هذه الاستراتيجية الجريئة أمام عاصفة التحديات المناخية القادمة، أم ستكون بداية انهيار اقتصادي لا يُحمد عقباه؟

شارك الخبر