في تطور مثير يهز عالم الكرة العربية، تستعد الجماهير لشهادة لحظة تاريخية قد تكسر أقوى طابو في تاريخ كرة القدم العربية. 33 عاماً من التفوق المطلق تقف في وجه حلم فلسطيني عتيق، حيث لم تستطع فلسطين هزيمة السعودية ولو مرة واحدة منذ عام 1992. الخميس القادم في استاد لوسيل، سيحمل أكثر من مجرد مباراة كرة قدم - إنها معركة ضد التاريخ ذاته.

تسع مواجهات تاريخية انتهت بخمسة انتصارات سعودية وأربعة تعادلات، بينما بقي رصيد فلسطين صفراً في خانة الانتصارات. محمد الفلسطيني، مشجع يبلغ 45 عاماً، يروي بحسرة: "نشأت وأنا أحلم برؤية منتخب بلادي ينتصر على السعودية، لكن الحلم تحول إلى كابوس يتكرر كل بضع سنوات." الأرقام تتحدث بوضوح: آخر مواجهة في كأس العرب 2021 انتهت بالتعادل 1-1، بينما سجلت السعودية فوزاً ساحقاً 5-0 في نفس العام ضمن تصفيات كأس العالم.

يمتد تاريخ هذا التفوق إلى عقود، حيث بدأ في كأس العرب 1992 بفوز سعودي 2-1، واستمر عبر تصفيات كأس العالم والبطولات العربية. د. عماد التحليلي، خبير كرة القدم العربية، يصف الوضع قائلاً: "إنها ليست مجرد هيمنة فنية، بل عقدة نفسية حقيقية تجعل اللاعبين الفلسطينيين يدخلون الملعب وهم مهزومون نفسياً." المقارنة مؤلمة: 33 عاماً تعادل جيلاً كاملاً من المشجعين الفلسطينيين لم يذوقوا طعم الفوز على الأخضر السعودي.

في الشارع الفلسطيني، تختلط مشاعر الأمل والخوف قبيل المواجهة المصيرية. الوصول لربع نهائي كأس العرب 2025 كمتصدر للمجموعة أشعل شرارة أمل جديدة، لكن شبح الماضي يلاحق الحلم الفلسطيني. من جهة أخرى، يثق المشجعون السعوديون في استمرار الهيمنة، رغم أن المنتخب وصل كوصيف للمجموعة بعد الخسارة أمام المغرب. التأثير سيمتد بعيداً عن الملعب - فوز فلسطيني سيحول الشوارع إلى كرنفال احتفالي، بينما استمرار التفوق السعودي سيعمق جراح الانتظار.

بعد 33 عاماً من الانتظار وتسع هزائم نفسية، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد ليلة الخميس في لوسيل ميلاد معجزة فلسطينية تكسر أقوى طابو في الكرة العربية، أم ستضيف صفحة جديدة لملحمة التفوق السعودي؟ الإجابة على بعد أيام قليلة، في مواجهة قد تعيد كتابة تاريخ كرة القدم العربية إلى الأبد.