الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار بـ535 ريال في صنعاء و1632 في عدن... هل تخسر أموالك بسبب مدينتك؟!
صادم: الدولار بـ535 ريال في صنعاء و1632 في عدن... هل تخسر أموالك بسبب مدينتك؟!

صادم: الدولار بـ535 ريال في صنعاء و1632 في عدن... هل تخسر أموالك بسبب مدينتك؟!

نشر: verified icon مروان الظفاري 02 ديسمبر 2025 الساعة 03:15 مساءاً

في تطور صاعق يهدد بتمزيق آخر خيوط الوحدة اليمنية، تشهد أسعار صرف الريال اليمني انقساماً مأساوياً بفارق 1,097 ريال للدولار الواحد بين صنعاء وعدن. المواطن في عدن يحتاج إلى 3 أضعاف المال لشراء نفس كمية الدولارات التي يشتريها نظيره في صنعاء - كارثة نقدية حقيقية تجعل البلد الواحد وكأنه دولتان منفصلتان تماماً. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تمر تعني المزيد من التدهور، والأسوأ قادم حتماً.

في مشهد يجسد عمق الأزمة اليمنية، يدفع المواطن في عدن 1,632 ريالاً لشراء دولار واحد، بينما يكفي 535 ريالاً فقط في صنعاء - فارق يصل إلى 305% في قوة العملة الواحدة داخل الوطن الواحد. محمد العدني، موظف بنك متقاعد، يروي مأساته: "راتبي التقاعدي الذي كان يكفي لشهر كامل، بات لا يشتري أسبوعاً من الطعام بعد تدهور الريال". في أسواق الصرافة، تتراكم أكوام الأوراق النقدية البالية، وترتسم الصدمة على وجوه المواطنين أمام لوحات الأسعار التي تتغير كل ساعة للأسوأ.

منذ انقسام البنك المركزي اليمني عام 2016، بدأ هذا التشرذم النقدي المدمر يتفاقم تدريجياً عبر 9 سنوات من التدهور المستمر. نقص السيولة الدولارية في الجنوب، وضعف الثقة في المؤسسات النقدية، وانقطاع التنسيق بين شطري البنك المركزي - كلها عوامل خلقت هذا الانقسام المدمر. د. عبدالله الأكوع، خبير اقتصادي، يؤكد: "هذا الانقسام النقدي يهدد بتدمير ما تبقى من النسيج الاقتصادي اليمني". المشهد يذكرنا بانقسام ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حين انقسمت حتى العملة مع انقسام البلد.

في الشارع اليمني، بات المواطن العادي عاجزاً عن شراء احتياجاته الأساسية، فما كان يكفي لشهر كامل بات لا يكفي لأسبوع واحد. فاطمة الصنعانية، أم لأربعة أطفال، تعبر عن خوفها: "أشعر بالذعر كلما سمعت أخبار تدهور الريال في عدن، أخاف أن يحدث نفس الشيء هنا". التوقعات تشير إلى تدهور إضافي خلال الأسابيع القادمة، مع إمكانية وصول الدولار إلى 2000 ريال في عدن. خبراء الاقتصاد ينصحون المواطنين بتجنب الاحتفاظ بمدخرات كبيرة بالريال اليمني والتحول للذهب أو العملات الصعبة.

انقسام نقدي صاعق، فارق 305% بين مناطق البلد الواحد، ومعاناة إنسانية متزايدة - هذا ما وصل إليه اليمن اليوم. إن لم تتدخل قوى إقليمية ودولية لحل هذه الأزمة النقدية، فإن البلاد تتجه نحو انقسام اقتصادي دائم يمهد لتقسيم فعلي. الوقت يداهمنا، وإنقاذ الريال اليمني يعني إنقاذ ما تبقى من وحدة هذا البلد المنكوب. السؤال المصيري الآن: هل سيصل هذا التدهور إلى صنعاء أيضاً، أم ستجد الأطراف المتصارعة حلاً قبل الانهيار الكامل؟

شارك الخبر