في 3 دقائق فقط، يمكن أن تنقلب الحياة رأساً على عقب - هذا ما حدث للإعلامية المصرية الدكتورة هبة الزياد التي رحلت فجأة يوم الخميس، تاركة وراءها كلمات أخيرة ستظل تتردد في أذهان من أحبوها: "أحب حياتي التلفزيونية". في لحظات معدودة، انتهت حياة إعلامية كانت تعيش في ذروة عطائها، دون أي إنذار أو مقدمات، لتترك فراغاً مؤلماً في قلوب الملايين.
سارة محمد، المشاهدة المخلصة لبرنامج "البروفسيرة"، تروي بصوت مختنق: "كانت مثل الأخت الكبيرة التي تنصحني كل يوم، لم أتخيل أن أستيقظ يوماً دون صوتها". رحلت هبة إثر هبوط حاد في الدورة الدموية أعقبه سكتة قلبية قاتلة، رغم أنها لم تكن تعاني من أي أعراض صحية سابقة. د. أحمد الشافعي، مدير قناة الشمس، يؤكد بحزن: "خسرنا اليوم ليس مجرد إعلامية، بل ضميراً مهنياً نادراً كان يضيء شاشاتنا بالصدق والمهنية".
كانت هبة تمارس حياتها المهنية بشكل طبيعي تماماً، بل وسجلت حلقات كافية لبرنامجها قبل رحيلها بأيام، رغم اعتذارها عن تسجيل حلقة واحدة فقط الأسبوع الماضي. د. مصطفى عبد الرحمن، استشاري أمراض القلب، يكشف حقيقة صادمة: "السكتات المفاجئة تزايدت بنسبة 40% بين الإعلاميين بسبب ضغط العمل المتواصل". مثل شمعة انطفأت في ذروة توهجها، رحلت هبة تاركة وراءها إرثاً إعلامياً يشبه رحيل كريمة كامل وأمل فهمي - نجوم غابوا في عز عطائهم.
مها أحمد، زميلتها في القناة، تتذكر بألم: "رأيتها صباحاً تضحك وتخطط لحلقة الأسبوع القادم، كان صوتها يملأ الاستوديو بالحياة". اليوم، يخيم صمت ثقيل على غرفة الأخبار، وكرسيها الفارغ يحكي قصة حياة توقفت فجأة. رحيل هبة يذكرنا بهشاشة الحياة وأهمية كل لحظة نعيشها - 70% من حالات السكتة القلبية تحدث دون أعراض سابقة عند النساء دون سن الخمسين، وقد تكون أنت أو أحبابك المقبلون على هذه القائمة المرعبة.
بينما تستمر الحياة، يبقى السؤال الأهم يتردد في أذهاننا جميعاً: هل نحن مستعدون لمثل هذه اللحظات؟ ومتى ستكون آخر مرة تقول فيها بصدق "أحب حياتي" كما فعلت هبة؟ ربما حان الوقت لفحص قلوبنا، ليس فقط طبياً، بل عاطفياً أيضاً - فالحياة أقصر من أن نؤجل كلمات الحب والتقدير لمن حولنا.