في 3 ثوانٍ فقط، تحول حلم 100 مليون مصري إلى كابوس مؤلم، عندما ارتكب محمد الشناوي، حارس منتخب مصر وصاحب الخبرة 15 عاماً، خطأً فادحاً لا يُصدق تسبب في ضياع الفوز أمام نيجيريا في آخر لحظة. هذا الخطأ الكارثي جاء في أسوأ توقيت ممكن، على بُعد أيام قليلة من كأس أمم إفريقيا - فهل سيكلفنا هذا الخطأ اللقب الذي ننتظره منذ سنوات؟
شهدت الدقيقة 27 انفجار فرحة مصرية عارمة عندما سجل محمود صابر هدفاً رائعاً من لمسة واحدة، بعد تمريرة سحرية من أحمد سيد "زيزو". أحمد المصري، مشجع من الإسكندرية، يروي اللحظة: "شعرت وكأن قلبي سيقفز من صدري من الفرحة، ثم جاءت الكارثة." في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، جاءت ركلة حرة بسيطة على حدود المنطقة، لكن الكرة انزلقت من يدي الشناوي مثل قطعة الصابون المبللة، ليتابعها شيدوزي أوازيم بسهولة مذهلة.
هذا الخطأ المروع يذكرنا بكوابيس مؤلمة في تاريخ المنتخب المصري، خاصة في البطولات القارية الحاسمة. د. كريم حسام، محلل كرة القدم، يحذر: "خطأ بهذه الفداحة قبل أيام من البطولة قد يدمر ثقة الحارس تماماً." المباراة كانت الاختبار الأخير قبل السفر إلى المغرب، والجميع توقع عرضاً مطمئناً يبعث الثقة في نفوس الجماهير، لكن ما حدث كان العكس تماماً - صاعقة في آخر لحظة محطمة للأحلام.
الأخطر من الخطأ نفسه هو تأثيره النفسي المدمر على الفريق والجماهير. سامي الجماهيري، الذي حضر من القاهرة خصيصاً، يصف الصدمة: "شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدمي، نظرات الرعب على وجوه اللاعبين كانت تنذر بالخطر." مع بدء منتخب مصر مشواره في البطولة يوم 22 ديسمبر أمام زيمبابوي، يصبح السؤال الحارق: هل سيستطيع الشناوي استعادة ثقته؟ خاصة أن المجموعة تضم منتخبات قوية مثل جنوب إفريقيا وأنغولا.
في النهاية، ما حدث أمام نيجيريا قد يكون نقطة تحول حاسمة في مسيرة المنتخب المصري. الخطأ الفادح جاء في أسوأ توقيت، والقلق الجماهيري مبرر تماماً، لكن التاريخ يعلمنا أن أعظم الإنجازات تولد من رحم المحن. السؤال الذي يحرق القلوب الآن: هل ستكون هذه اللحظة المؤلمة بداية النهاية لأحلامنا، أم نهاية البداية لملحمة تاريخية جديدة؟