في لحظة تحبس الأنفاس وتذرف الدموع، 6 إلى 9 أشهر قد يغيب فيها نجم الأردن عن الملاعب، بينما يحتاجه وطنه أكثر من أي وقت مضى. في مشهد إنساني مؤثر، ودّع الأمير الحسين بن عبدالله الثاني النجم يزن النعيمات قبل ساعات من مباراة نصف النهائي الحاسمة، في لحظة جمعت بين ألم الفراق وأمل النصر.
في أجواء مشحونة بالتوتر والقلق، وضع ولي العهد الأردني يده على كتف النعيمات في لحظة إنسانية عميقة، بينما همسات الحديث الهادئ ملأت غرفة الملابس المفعمة برائحة المراهم الطبية. "الدعم المعنوي من ولي العهد له أثر كبير في رفع الروح القتالية"، كما صرح مسؤول في الاتحاد الأردني. سالم المجالي، الصحفي الذي حضر اللقاء، روى: "رأيت الدموع في عيني النعيمات وولي العهد، كانت لحظة مؤثرة جداً".
وتأتي هذه المأساة الرياضية في أسوأ توقيت ممكن، حيث تعرض النعيمات لقطع كامل في الرباط الصليبي خلال مباراة ربع النهائي أمام العراق، مما يشبه فقدان القائد في ساحة المعركة قبل المعركة الفاصلة. هذه الإصابة تذكرنا بغياب محمد صلاح عن نهائي دوري الأبطال 2018، حين ضربت الإصابة الأحلام كصاعقة في ليلة عاصفة. د. محمد العتيبي من مستشفى سبيتار، الذي سيجري العملية، أكد أن "الجراحة ستتم الأربعاء المقبل، ونحن متفائلون بالشفاء السريع".
وبينما يستعد المنتخب الأردني لمواجهة الأخضر السعودي في نصف نهائي كأس العرب، تعيش الجماهير الأردنية حالة من القلق والحزن. أحمد الجماهيري، مشجع أردني سافر خصيصاً لقطر، عبر عن صدمته: "لا أصدق أننا سنلعب أهم مباراة بدون نجمنا الأول". الفريق الآن يواجه تحدياً مضاعفاً: تعويض غياب 50% من قوته الهجومية والتأهل لنهائي عربي تاريخي أمام المغرب الذي سحق الإمارات بثلاثية نظيفة.
في هذه اللحظة الحاسمة، يحمل المنتخب الأردني على عاتقه آمال شعب بأكمله، بدعم استثنائي من القيادة الهاشمية ودموع نجمه المصاب. السؤال الذي يحبس الأنفاس: هل سيتمكن النشامى من تحقيق المعجزة وكتابة التاريخ بدون نجمهم الأول، أم ستكون هذه الإصابة نهاية حلم جيل كامل؟