في خبر عاجل هز أرجاء العالم العربي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن قرار تاريخي باعتماد مليار دولار أمريكي كامل لدعم قطاع الكهرباء والطاقة في اليمن - مبلغ يعادل ميزانية دولة كاملة ويفوق الناتج المحلي الإجمالي لعشر دول أفريقية مجتمعة. هذا الإعلان الصاعق جاء خلال لقاء استراتيجي عقد اليوم في قصر معاشيق بعدن، حيث نقل السفير الإماراتي محمد الزعابي توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شخصياً إلى الرئيس رشاد العليمي.
بينما يعيش أكثر من 30 مليون يمني في ظلام دامس لأكثر من 18 ساعة يومياً، تضيء الإمارات شعلة الأمل بهذا الاستثمار العملاق الذي وصفه خبراء الطاقة بـ"المنقذ التاريخي". أم محمد، ربة منزل من عدن، لم تتمالك دموعها عند سماع الخبر: "أطفالي يدرسون على ضوء الشموع منذ سنوات، والآن أشعر أن هناك نور في آخر النفق". هذا المبلغ الاستثنائي، الذي يعتبر أكبر استثمار إماراتي في اليمن منذ بداية الأزمة، سيستهدف إعادة بناء شبكات الكهرباء المدمرة وتطوير مشاريع طاقة متجددة حديثة.
الأرقام تحكي قصة مأساة حقيقية عاشها الشعب اليمني لسنوات طويلة، حيث دمرت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً أكثر من 70% من البنية التحتية للكهرباء في البلاد. الدكتور سالم العولقي، خبير الطاقة اليمني المعروف، أكد أن "هذا الاستثمار الإماراتي سيحل 70% من أزمة الكهرباء في اليمن خلال عامين"، مشيراً إلى أن المشاريع ستشمل محطات طاقة شمسية وتوليد تقليدي وشبكات نقل حديثة. هذا الدعم يأتي في إطار السياسة الإماراتية الثابتة لدعم الأشقاء في المنطقة، والتي شملت استثمارات سابقة بمليارات الدولارات في مختلف القطاعات اليمنية.
تأثير هذا الإعلان على الحياة اليومية للمواطنين اليمنيين سيكون ثورياً حقيقياً. عبدالله التاجر من صنعاء، الذي يضطر لإغلاق متجره 16 ساعة يومياً بسبب انقطاع الكهرباء، قال بحماس: "أخيراً سنتمكن من العمل والعيش مثل باقي البشر". المستشفيات ستتمكن من تشغيل أجهزتها الطبية بشكل مستمر، والمدارس ستعود لتعمل في المساء، والمصانع المتوقفة ستستأنف الإنتاج مما يعني آلاف الوظائف الجديدة للشباب اليمني. الخبراء الاقتصاديون يتوقعون نمواً في الناتج المحلي اليمني بنسبة 15% خلال ثلاث سنوات، مع انتعاش كبير في القطاعات التجارية والصناعية والخدمية.
هذا الاستثمار الإماراتي العملاق يضع اليمن على أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ويؤكد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. مع بدء التخطيط للمشاريع خلال الأسابيع القادمة وتوقع رؤية النتائج الأولى خلال عام، يبقى السؤال الذي يشغل بال الملايين: هل سينجح هذا الاستثمار التاريخي في إنهاء ظلام اليمن للأبد وإعادة الحياة الطبيعية لشعب عانى طويلاً؟