في تطور خطير يهدد حياة آلاف الصيادين، أصدرت الأرصاد اليمنية تحذيراً عاجلاً من رياح مدمرة بسرعة 25 عقدة تعادل 46 كم/ساعة ستضرب السواحل خلال الساعات القادمة. البحر الذي يطعم اليمنيين يتحول إلى وحش مفترس، والساعات القادمة حاسمة لسلامة أكثر من 50 ألف صياد وعائلاتهم.
محمد الصياد، أب لخمسة أطفال من الحديدة، يروي قلقه: "البحر رزقنا وعذابنا، إذا لم نخرج اليوم فلا طعام للعائلة غداً، لكن هذه الرياح تخيفني أكثر من الجوع". الأمواج العاتية التي ستضرب جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب قادرة على قلب القوارب الصغيرة كأوراق الشجر، بينما تتطاير رائحة الملح المختلطة بالخوف في الهواء.
خبراء الأرصاد يربطون هذا الاضطراب بـ موسم الرياح الشتوية المعروف بخطورته في البحر الأحمر، مذكرين بعاصفة 2018 المأساوية التي أغرقت 12 قارب صيد في نفس المنطقة. د. سالم الأرصادي، خبير الطقس البحري، يؤكد: "هذه أقوى رياح نتوقعها هذا الشهر، والطبيعة الضيقة للبحر الأحمر تضاعف خطورة الموقف".
العائلات الساحلية تعيش ليلة من القلق والترقب، فـ فاطمة الصيادة تقول: "أنام بعين واحدة عندما يكون البحر غاضباً، والريح تهز البيت كله". التأثير لن يقتصر على الصيادين فقط، بل سيمتد لارتفاع أسعار الأسماك وتأثر الأمن الغذائي للمناطق الساحلية. الكابتن أحمد العنسي، ربان سفينة إنقاذ أنقذ 15 صياداً الشهر الماضي، يستعد لليلة طويلة: "نحن جنود البحر الصامتون، مستعدون للتضحية".
مع توقع تحسن تدريجي للطقس خلال 48 ساعة، تبقى الدعوات ملحة لتجنب البحر نهائياً والاستماع لتعليمات السلامة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتعلم اليمن من عواصف الماضي أم ستبقى أرواح البحارة ثمناً لرغيف الخبز؟ الطبيعة تنذر والحذر واجب، والساعات القادمة ستحدد مصير آلاف العائلات التي تنتظر عودة أحبائها من أحضان البحر الغاضب.
