في تطور جوي مرعب يهز أركان المملكة، تستعد 85% من أراضي السعودية لمواجهة 96 ساعة عاصفة من الطقس المتطرف، حيث أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني حالة طوارئ شاملة تطال 13 منطقة من الشمال إلى الجنوب. لأول مرة منذ سنوات، تجتمع كامل مناطق المملكة تحت تحذير جوي واحد، في مشهد يذكرنا بقوة الطبيعة الجبارة التي لا تُقاوم.
بدءاً من غد الثلاثاء وحتى الجمعة، ستشهد المملكة موجة أمطار رعدية تاريخية تحمل في طياتها سيولاً جارفة وعواصف ترابية مدمرة. "الوضع يتطلب أقصى درجات الحذر والاستعداد الفوري"، يؤكد العقيد خالد التميمي، متحدث الدفاع المدني، وسط أصوات صفارات الإنذار التي بدأت تدوي في أنحاء المملكة. أحمد السالم، سائق توصيل في جدة، يشارك قلقه: "أخشى من تكرار فيضانات 2009، أشعر بالتوتر كلما رأيت السحب تتجمع في السماء".
ما يجعل هذا الحدث الجوي استثنائياً هو شموليته الجغرافية المخيفة، حيث تتجمع الكتل الهوائية الباردة مع أنظمة الضغط المنخفض لتشكل عاصفة مثالية. د. فهد الشهري، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "هذه أقوى موجة مطرية نتوقعها هذا العام، مشابهة لأمطار 2009 التي غيرت خريطة جدة". المنطقة المتأثرة تعادل مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، مما يجعل هذا التحدي الجوي أكبر من قدرة أي نظام طبيعي عادي على التحمل.
في مكة المكرمة والطائف، تستعد الأسر لأيام من العزلة الاختيارية وسط توقعات بتعطل حركة النقل وإغلاق المدارس. فاطمة المطيري من الطائف تتذكر بقلق: "العام الماضي، احتجزتنا الأمطار في المنزل ثلاثة أيام، والآن الوضع يبدو أكثر خطورة". ملايين المواطنين والمقيمين يواجهون تحدي التأقلم مع واقع جديد، بينما تزداد مبيعات المواد الغذائية والشموع استعداداً لانقطاع محتمل في التيار الكهربائي.
مع تصاعد هدير الرعد وصوت المطر الغزير الذي سيملأ السماء قريباً، تبرز أهمية الاستعداد الفردي والجماعي لمواجهة قوة الطبيعة. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة 96 ساعة من الطقس العاصف؟ الساعات القادمة ستكشف مدى جاهزيتنا لكتابة فصل جديد من قصة الصمود السعودي أمام التحديات الطبيعية.